أعرب الرئيس السوري أحمد الشرع عن تفاؤله بإعادة بناء البلاد، بالاعتماد على أبنائها، داعيا المجتمع الدولي لدعم سوريا واستقرارها، عبر إزالة العقوبات والعقبات.
وتحدث الشرع عن آماله في إعادة الإعمار وعن مكانة سوريا في العالم، خلال لقاء مع الصحفية الأمريكية مارغريت برينان، حيث كانت قد أجرت مقابلة معه منذ نحو شهر، إلا أن CBS News نشرتها على موقعها الإلكتروني مساء أمس الأحد.
وجرت المقابلة في مقر إقامة الرئيس بالعاصمة السورية، كما تضمنت جولة ميدانية بين أنقاض مدينة جوبر المدمرة، على مشارف دمشق.
وأشار الشرع إلى أن 300 ألف نسمة كانوا يسكنون المنطقة، مضيفا: “إنه لأمر صادم.. لم يبقَ شيء.. كانت هذه الحرب قاسية.. كل غرفة في أيٍّ من هذه المباني تحمل ذكرياتٍ لأولئك الذين عاشوا هنا، وكلها كانت أهدافًا مباشرة، وكان النظام البائد يريد شيئا واحدًا: تهجير سكان هذه المناطق”.
وأضاف أن حوالي 13 مليون سوري، أي نصف عدد السكان، نازحون داخليًا أو يعيشون كلاجئين في الخارج، كما لقي أكثر من نصف مليون شخص حتفهم خلال ما يقرب من 14 عامًا من الحرب، وهناك أماكن مماثلة في جميع أنحاء سوريا، حيث قُصفت حتى المساجد.
وقال الرئيس السوري إن هناك أجيالا بأكملها عانت من صدمات نفسية شديدة، “لذا، فمن المهم جدًا أن تمنح فترة التحرير الناس أملًا جديدًا بالعودة وإعادة الإعمار”، معربا عن تفاؤله بأن يكون ذلك قرييا لأن “الشعب السوري قوي”.
وتوجهت مارغريت برينان بسؤال قائلة: “كيف كان الأمر عندما دخلت هذا المكان لأول مرة؟” ليجيب الشرع: “لم تكن تجربة دخول هذا القصر إيجابية على الإطلاق، فقد خرج من هذا القصر منذ بنائه الكثير من الشرور تجاه الشعب السوري”.
وقالت الصحفية الأمريكية إن العديد من المسؤولين الذين تحدثَت معهم يصفون الشرع بالبراغماتي، متسائلة ما إذا كان قد غيّر نهجه السابق فقط لتلبية احتياجات معينة، فردّ عليها قائلا: “لا أتفق تمامًا مع وصف “البراغماتي” لما يحمله في اللغة العربية من دلالات سلبية. المهم هو أن ننظر إلى ما يحدث الآن… بغض النظر عما قيل في وسائل الإعلام. لقد أنقذنا اليوم الشعب حقًا من القمع الذي مارسه النظام المجرم عليه”.
وحول إمكانية محاسبة بشار الأسد وفلاديمير بوتين على جرائمهما بحق السوريين، قال الشرع: “سنستخدم كل الوسائل القانونية المتاحة للمطالبة بمحاكمة بشار الأسد. مع ذلك، فإن الدخول في صراع مع روسيا الآن سيكون مكلفًا للغاية بالنسبة لسوريا، ولن يكون في مصلحة البلاد”.
أما عن الاتهامات لقوات الأمن السورية بانتهاك القانون الإنساني، فقد اعتبر أن هذا الوصف مبالغٌ فيه، مؤكدا أن “سوريا ملتزمةٌ بملاحقة كل من ارتكب جرائم ضد المدنيين، من أي طرفٍ كان”.
وتطرقت برينان في حديثها إلى القصف الإسرائيلي على الجنوب السوري، وقرب القصر الرئاسي، وقال الشرع: “لم أكن هناك في المرة الأولى، وكنت في القصر القريب من موقع القصف في المرة الأخرى.. استهداف القصر ليس لإيصال رسالة، بل إعلان حرب، لكن سوريا لا تريد خوض حروب، ولا تريد أن تُشكل تهديدًا لإسرائيل أو لأي جهة أخرى”.
أما عن ادعاءات إسرائيل بأن نيتها حماية أقلية الدروز؛ قال الرئيس السوري إن هذا شأن داخلي سوري، يجب أن تُحلّه السلطات السورية قانونيًا، مشيرا إلى المفاوضات الجارية مع إسرائيل بهدف الانسحاب من أي نقطة احتلتها بعد الثامن من ديسمبر.
وفي إجابته على سؤال حول الانتخابات العامة الرئاسية، قال الشرع إنها ستجرى بعد إعادة بناء البنية التحتية، وبعد أن يحصل السكان على بطاقات الهوية والوثائق اللازمة.
ودعا العالم لدعم سوريا، فقد “شاهد هذه المأساة تتكشف على مدى أربعة عشر عامًا، ولم يستطع فعل شيء لوقف هذه الجريمة النكراء، كل من يعرقل رفع العقوبات عنها هو شريك لمرتكبي هذه الجريمة”.