لا يزال واقع الطاقة الكهربائية في مدينة حلب مترديا، بعد مضي أكثر من شهر على ضخ الغاز القادم من أذربيجان بتمويل قطري، حيث وعدت الحكومة حينها بتحسن تدريجي، لكنها اليوم توضح أسباب ذلك التعثر، فيما يعاني السكان تكاليف الاعتماد على المولدات وأعبائها.
وكانت ساعات وصل الكهرباء اليومية قد سجلت تحسنا مع بداية شهر آب، لتعود إلى ما كانت عليه خلال أيام، بل أكد بعض السكان لحلب اليوم وجود تراجع في بعض الأحياء، في الشهر الفائت.
محافظ حلب عزام الغريب أكد في تصريحاته، اليوم السبت، استمرار الجهود لمعالجة أزمة الكهرباء في المحافظة، موضحاً أن الأيام الماضية شهدت تحسناً نسبياً في التيار الكهربائي مع تسجيل تغذية ست ساعات مقابل 18 ساعة تقنين.
وقال المحافظ في توضيح نشرته المحافظة عبر معرّفاتها الرسمية، اليوم السبت، إن أزمة الكهرباء تعود إلى تضرر شبكة الأنابيب الداخلية وخروج عدد من محطات التوليد عن الخدمة، بسبب فقدان كميات كبيرة من الغاز الأذربيجاني نتيجة الاهتراء والتخريب الذي طال البنية التحتية خلال السنوات الماضية، وهو ما أكده أحمد السليمان مدير الاتصال الحكومي والمتحدث الرسمي في وزارة الطاقة.
وقال السليمان في بيان منفصل، نشرته وزارة الطاقة عبر معرّفاتها الرسمية، اليوم، إن منظومة إنتاج الكهرباء شهدنا تحسناً ملحوظاً مع دخول الغاز الأذري، خلال الأيام الماضية، كما وعدت الوزارة سابقاً، لكن “الواقع الفني الصعب وتهالك البنية التحتية في بعض المواقع، أدى لخلل في ضواغط محطة التوينان، ما أدى إلى تراجع في إنتاج الكهرباء”.
وقالت مصادر أهلية لحلب اليوم، إن واقع الكهرباء في المدينة لا يزال مترديا، ويتفاوت من منطقة إلى أخرى، حيث يتم تسجيل ساعات وصل مختلفة قد تصل إلى 8 في بعض الأحياء، فيما قد تغيب تماما عن أحياء أخرى.
وبينما تتوافر الكهرباء في المنطقة الصناعة بحلب، دون انقطاع على مدار الساعة، بأسعار أعلى، لا تزال أحياء المدينة تعتمد بالكامل على “الأمبيرات”، ما يضيف أعباء وتكاليف معيشية كبيرة.
كما أن المعاناة لا تقتصر على قلة ساعات الوصل، بل تتعداها لعدم انتظام التقنين، حيث يطالب الأهالي بجدول واضح حتى يستطيعو ترتيب أنشطتهم اليومية وفقه.
ووعد المتحدث باسم وزارة الطاقة بإصلاح الخلل وإعادة تشغيل الضواغط، دون تحديد موعد لذلك، متعهدا بأن “التغذية الكهربائية ستتحسن بشكل نسبي وملموس بإذن الله”، ومنوها بأن “تحسين واقع الكهرباء بشكل مستدام يتطلب وقتاً وجهداً مستمرَين”.
وبالعودة لتصريحات غريب، فقد أكد أن تردي البنية التحتية في محطات التوليد، “تسبب بتحويل الطاقة إلى محطات أقرب للحدود ريثما يصلح العطل”، لافتا إلى أن مديرية الكهرباء ستصدر خلال المرحلة المقبلة جدولاً واضحاً للتقنين في كل منطقة، على أن يُثبت البرنامج بما يضمن عدالة التوزيع بين مختلف الأحياء.
كما أكد أن أعمال تأهيل محطات التحويل وخطوط التوتر مستمرة، حيث دخلت محطة النيرب الخدمة بطاقة 30 ميغا واط تغذي عدداً من أحياء شرق المدينة، إضافة إلى إيصال الكهرباء لمناطق محرومة منذ سنوات.
تحديات مستمرة
أشار غريب إلى عدة تحديات لا تقف عند تهالك محطات توليد وتحويل الكهرباء فقط، حيث تشهد محافظة حلب عودة متزايدة للأهالي ونشاطاً ملحوظاً في القطاع الصناعي، بالتزامن مع جهود لإصلاح الإنارة الطرقية، مضيفا أن “هذا يزيد من حجم الطلب والضغط على الشبكة”.
من جانبه قال السليمان إن هناك “جملة من التحديات الكبيرة التي تواجه منظومة التوليد والنقل والتوزيع، إضافةً إلى الضياعات والتجاوزات على الشبكة، وضعف الترشيد في الاستهلاك”.
كما أكد متحدث وزارة الطاقة أنها تواصل العمل بالشراكة مع عدد من الشركات لتوسيع إنتاج الغاز المحلي، كما تبحث عن مصادر إضافية لتوريد الغاز، بما يضمن استقرار التغذية الكهربائية وتحسينها تدريجياً.
وكانت الحكومة قد افتتحت خط النقل الإقليمي للغاز الذي يربط سوريا بتركيا بداية شهر آب، وذلك بحضور وزير الطاقة محمد البشير، ووزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، ووزير الاقتصاد الأذربيجاني ميكائيل جباروف، ومن المفترض أن يضخ الخط ستة ملايين متر مكعب من الغاز يومياً.