لقيت زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع لمدينة نيويورك الأمريكية، تفاعلا واهتماما منقطع النظير في وسائل الإعلام السورية والعربية والعالمية، حيث يعتبر أول رئيس للبلاد يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عقود.
واجتمع الشرع رفقة وزير الخارجية أسعد الشيباني، بممثلين عن الجالية السورية في الولايات المتحدة، أمس الاثنين، حيث لقيا الكثير من الترحيب والإطراء من قبل السوريين هناك، وهو ما أثار الجدل في أوساط المتابعين بين مؤيد ومعارض.
وفي إفادتها لقناة حلب اليوم، حول اللقاء مع الرئيس ومجرياته، قالت الدكتورة الباحثة والأكاديمية السورية سمية حمضمض – كانت من بين من التقى بالشرع في نيويورك – إن “الأجواء كانت إيجابية جدا، وليس ذلك لمجرد ما يمثله شخص الرئيس، وإنما لما يمثله من معنى في نجاح ثورة قدمت الكثير من التضحيات وشعب عانى لعقود طويلة من الألم وقدم شهداء ومعتقلين.. كل تلك المعاني كانت تحملها لحظة اللقاء تلك”.
وأضافت الباحثة السورية – وهي عضو بورد بالمجلس السوري الأمريكي – قائلة: “أتفهم عتب بعض الناس على ما قد يكون مبالغة في الهتافات والاحتفال بقدم الشرع.. لكن أريد أن أذكر الناس بأننا كأمريكيين كنا نعيش ‘الصراع الهوياتي’ إذا جاز التعبير، فأنت كأمريكي تُحترم ويتاح لك الحق في العيش والحرية والتعبير عن الرأي وتُفتح لك الحدود، بينما يعلم الجميع ما يعنيه أن تحمل جوازا سوريا.. كانت تلك اللحظة (لحظة لقاء الشرع في أمريكا) تحمل معنى أن نهاية هذا الصراع قد أوشك، ولم يعد في داخلنا ذلك التشظي بين أن تكون سوريا وأن تكون أمريكيا”.
ولفتت إلى أن شعور السوريين – الأمريكيين اليوم بأنهم باتو محل احترام لكونهم سوريين لا لكونهم أمريكيين فقط، هو ما جعلهم يشعرون بالفخر والاعتزاز بقدم الشرع، لذا “عندما قال أحدهم ‘الله يعزك مثل ماعزيتنا’، فإن ذلك ينبع من كونك ترى رجلا عزيزا يمثلك ويشبهك.. شعرنا أننا استعدنا أخيرا هويتنا بمعناها القيمي والحقيقي.. لذلك كان الجو احتفاليا”.
ونوّهت بأن السوريين هناك وجدوا أنهم بات بإمكانهم أن يلعبوا دورا في إعادة إعمار بلدهم، “وقد استفاض الرئيس في الحديث عن ذلك وذكر أن دورنا لعله من أهم الادوار التي تلعبها الجاليات السورية خارج البلد من حيث التأثير على إعمار سوريا وبناء اقتصادها لذلك فقد ذكرنا بدورنا وأهمية وحدتنا وتعاوننا”.
وكان الشرع قد التقى بعدة شخصيات سورية ودولية، في نيويورك، كما تحدث لوسائل إعلام عالمية، فيما يعتزم لقاء عدة زعماء ورؤساء.