أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، أن المفاوضات الأمنية الجارية مع إسرائيل قد تؤدي إلى نتائج خلال الأيام المقبلة، مستبعدا في الوقت نفسه الوصول إلى اتفاق سلام أو تطبيع.
وقال الشرع في تصريحات للصحفيين، أمس الأربعاء، إن نجاح التفاهمات الأمنية قد يفتح الباب أمام اتفاقات أخرى، موضحا أن الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطا مباشرة على دمشق للتوصل إلى اتفاق، لكنها تؤدي دور الوسيط في المحادثات.
وكانت وكالة رويترز قد ذكرت منذ أيام، أن واشنطن تضغط على سوريا للتوصل إلى اتفاق قبل اجتماع زعماء العالم الأسبوع المقبل في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ وهو ما نفاه الشرع موضحا أن تصرفات إسرائيل تتناقض مع السياسة الأميركية المعلنة بشأن سوريا مستقرة وموحدة؛ الأمر الذي وصفه بأنه “خطير للغاية”.
وحول ما إذا كان تلك الاتفاقات ستتعدى الإطار الأمني، قال الرئيس السوري إن “السلام والتطبيع (مع إسرائيل) ليسا مطروحين على الطاولة الآن”، بحسب ما نقلته قناة الجزيرة.
من جانبها، قالت القناة الإخبارية السورية، إن الشرع أبلغ الصحفيين في دمشق بأن المفاوضات الجارية مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني قد تؤدي إلى نتائج “في الأيام المقبلة”.
واعتبر أن ذلك الاتفاق ”ضرورة” وأنه يتعين أن يُحترم المجال الجوي السوري ووحدة أراضي البلاد، وأن يخضع ذلك لرقابة الأمم المتحدة.
في غضون ذلك، نقلت الجزيرة عن “مصدر في الحكومة السورية” أن لقاء عُقد في لندن بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، جرى خلاله بحث ترتيبات لوقف التصعيد استنادا إلى اتفاق فك الاشتباك لعام 1974.
وبحسب المصدر فإن المقترح السوري يشترط انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها بعد الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، وإعادة انتشار قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في المنطقة العازلة، مشددا على أن وحدة الأراضي السورية غير قابلة للتجزئة أو المساومة.
وأشار المصدر إلى أن دمشق تعتبر أن أي سلام مستدام في المنطقة يجب أن يرتبط بمعالجة جذور التوتر وعلى رأسها استمرار الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت وسائل إعلام عبرية، قد ذكرت منذ أيام أن الاحتلال الإسرائيلي يرفض بشكل قاطع الانسحاب من قمة جبل الشيخ، بموجب المفاوضات الجارية حاليا، حيث يتمتع الموقع الذي احتلته تلك القوات مؤخرا بأهمية استراتيجية كبيرة.
وفيما لم يحدد الشرع تفاصيل الاتفاق، فقد صرح في مقابلة مع قناة الإخبارية السورية، يوم الجمعة الماضية، بأن الحكومة تخوض حاليا مفاوضات للتوصل إلى اتفاق أمني “حتى تعود إسرائيل إلى ما كانت عليه قبل الثامن من ديسمبر/كانون الأول”.
وكانت قوات الاحتلال قد استغلت الفراغ الذي رافق سقوط نظام الأسد، حيث اقتحمت المنطقة العازلة في الجولان، واحتلت مزيدا من الأراضي السورية كما شنت مئات الغارات الجوية على مواقع عسكرية في أنحاء سوريا، وهو ما أكد الرئيس السوري أنه يشير إلى أن “إسرائيل حزنت على سقوط النظام” البائد.
وبحسب رويترز أن فإن سوريا تأمل من المحادثات للتوصل إلى اتفاق يضمن وقف الضربات الجوية الإسرائيلية إلى حانب الانسحاب البري، في صيغة مماثلة لاتفاق فك الاشتباك الذي تم التوصل إليه عام 1974 والذي أدى إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين الجانبين.
وفي تعليقه على الضربات الإسرائيلية قرب القصر الرئاسي في تموز، قال الشرع إنها “ليست رسالة بل إعلان حرب”، لكن سوريا “امتنعت عن الرد عسكريا للحفاظ على المفاوضات”.
وأضاف أنه في حال نجاح الاتفاقية الأمنية، يُمكن التوصل إلى اتفاقيات أخرى، ولكن “من السابق لأوانه مناقشة مصير مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل لأنها مسألة كبيرة”.
