أثار قرار وزارة التربية بتقليص حصص التربية الإسلامية الأسبوعية في المدارس، من أربع حصص إلى حصتين، وإلغاء مادة القرآن الكريم وآدابه والاستعاضة عنها بمادة الموسيقى والفنون، موجة استياء واسعة في الأوساط الشعبية والدينية والتربوية بسوريا، خاصة في مناطق الشمال السوري -المحرر سابقًا-.
ورأى علماء ومعلمون وتربويون أن القرار من شأنه أن يضعف الهوية الدينية والتربوية للطلاب، مطالبين وزير التربية محمد عبد الرحمن تركو بإلغاء القرار.
الداعية وسام القسوم قال في تصريح خاص لموقع حلب اليوم: إن “الثورة السورية لم تكن حراكاً سياسياً فقط، بل ثورة على الفساد، ولا نريد العودة للوراء بإضعاف منظومة الوعي التربوي والأخلاقي، فالتربية الإسلامية ليست مجرد حصة تدريسية، بل ركيزة لبناء المجتمع”.
وحول التغييرات التي حصلت في المناهج، أوضح القسوم أن “ما هو مؤكد حتى الآن، هو تخفيض عدد ساعات التربية الإسلامية بحسب خطة وزارة التربية من أربع حصص إلى اثنتين في عموم أرجاء سوريا بعد أن كانت تُدرّس بمعدل أربع ساعات في المناطق المحررة (سابقاً) في الشمال السوري”.
من جانبها، أكدت المعلمة عائشة محمود عبيد المُدرّسة في إحدى ثانويّات ريف حلب الغربي لقناة حلب اليوم، أن المدارس في الشمال السوري كانت تعتمد أربع حصص للتربية الإسلامية، اثنتان منها للكتاب المقرر واثنتان لتعليم القرآن الكريم وآدابه، مشيرة إلى أن القرار الأخير بإلغائها قوبل باعتراض واسع من المعلمين والموجهين وحتى أساتذة الجامعات.
وبحسب الداعية “القسوم”، فإن تخفيض عدد ساعات تدريس مادة التربية الإسلامية “لا ينظر إليه الناس في مجتمعنا على أنه تعديل في المنهاج بقدر ما هو تغييب أو إضعاف لهوية البلد، لا سيما وأن ما ينعم به بلدنا الآن من أجواء الحرية والكرامة لم تكن إلا عبر تضحيات جسام امتدت أربعة عشر عامًا وارتكزت في معظمها إلى بعد ديني وانتماء بالشعور لهذا الوطن” على حد وصفه.
كما نوّه الداعية إلى وجود تسريبات حول نية الوزارة إصدار قرار بطيّ علامة التربية الإسلامية من المجموع العام في الشهادة الثانوية، مضيفًا “أن الوزارة إذا أقرت ذلك فإنها تدخل في مواجهة مباشرة مع المجتمع، ولن تستطيع تمرير هكذا قرار”.
وفي بيان صادر عن مجموعة “معلّمو سوريا”، قالت إنها “تلقت ببالغ الأسف إلغاء مادة القرآن الكريم كحصة مستقلة ضمن المنهاج الدراسي، واستبدالها بمادتَي الموسيقى والفنون، إلى جانب تقليص مادة التربية الإسلامية إلى حصتين فقط أسبوعيًا”، واصفة القرار بأنه “يُشكّل خطرًا حقيقيًا على هوية أبنائنا التربوية والدينية” بحسب البيان.
في السياق ذاته، اعتبر الدكتور أحمد صطيف، المختص بأصول التربية، أن الخطوة “ليست تعديلًا إداريًا، بل محاولة خطيرة لطمس الهوية الإسلامية وإضعاف الانتماء الديني للطلاب”، داعيًا إلى إعادة مادة القرآن وتعزيز مكانة التربية الإسلامية في المناهج الدراسيّة.
أما الدكتور أيمن البلوي، المختص بالفقه الإسلامي، فوجه رسالة إلى الرئيس أحمد الشرع قال فيها: “وزارة التربية أخطر من أي وزارة أخرى.. إنها تصنع الرجال وتكافح الجريمة.. فهل نواجه التحديات بتحجيم التربية الإسلامية؟!”.
ويأتي هذا القرار ضمن سلسلة تغييرات أجرتها وزارة التربية على المناهج مع بداية العام الدراسي الجديد، شملت حذف الرموز المرتبطة بالنظام البائد وحزب البعث، واعتماد علم الثورة السورية، وإلغاء مادة التربية الوطنية وتوزيع درجاتها على التاريخ والجغرافيا.
وقد دعا معلمون وطلاب في إدلب إلى وقفة احتجاجية الأحد المقبل أمام مديرية التربية، رفضًا للقرار والمطالبة بالعدول عنه.