تواجه سوريا خطرا يهدد أمنها الغذائي، بسبب موسم الجفاف الذي طال البلاد، فيما تحتاج لكميات ضخمة من القمح لتعويض النقص في مخزوناتها.
وانخفض إنتاج القمح بنحو 40 بالمئة، لهذا العام، فيما تعاني الحكومة السورية من نقص السيولة، وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن نحو ثلاثة ملايين سوري قد يواجهون الجوع الشديد، حيث أن أكثر من نصف السكان البالغ عددهم نحو 25.6 مليون نسمة يعانون حاليا من انعدام الأمن الغذائي.
وقال مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مازن علوش، لموقع الجزيرة نت، في تقرير نشره اليوم السبت، إن مرفأ طرطوس شهد أمس تفريغ باخرة محمّلة بـ6600 طن من القمح الطري المستورد، في إطار الجهود الرامية لتأمين احتياجات السوق السورية من هذه المادة الأساسية، حيث تندرج هذه العملية ضمن سلسلة متواصلة من الشحنات، إذ استقبل المرفأ منذ سقوط النظام 13 باخرة بحمولة إجمالية بلغت 136 ألف طن، مما يعكس التزام الجهات المعنية بتعزيز الأمن الغذائي لسوريا.
وأشار إلى أن “إجمالي الكميات المستلمة حتى الآن بلغ نحو 136 ألف طن”، مضيفا أن عمليات التفريغ تجري بانسيابية عالية بفضل الأرصفة المجهزة والكوادر الفنية، لافتًا إلى أن المرفأ جاهز تماما لاستقبال المزيد من البواخر في الفترة المقبلة، وأن هذه الجهود تأتي ضمن خطة شاملة لتأمين المواد الأساسية، مؤكدًا وجود تنسيق متكامل يضمن إيصال القمح إلى المطاحن والمراكز المخصصة دون تأخير.
من جانبه، قال المستشار الأول في وزارة الاقتصاد السورية الدكتور أسامة قاضي إن إنتاج القمح في سوريا هذا العام تراجع بشكل كبير نتيجة الجفاف ولم يتجاوز مليون طن تقريبا، في حين لا يتوفر لدى الحكومة إلا 365 ألف طن فقط. وأوضح أن الموسم الحالي يُعد الأصعب مقارنة بمواسم سابقة كانت تنتج فيها البلاد نحو 4 ملايين طن تكفي الاستهلاك المحلي وتسمح بتصدير الفائض.
وأضاف قاضي أن الجفاف دفع وزارة الاقتصاد إلى استيراد القمح من أوكرانيا ودول أخرى، مؤكدا أنه لا يمكن الحديث عن أي اكتفاء ذاتي هذا العام، حيث أن سعر الاستيراد يبلغ نحو 240 دولارًا للطن، في حين قدمت الحكومة حوافز للمزارعين المحليين بلغت 320 دولارًا للطن، إضافة إلى مكافأة بقيمة 130 دولارًا، ليصل المبلغ الكلي إلى 450 دولارًا للطن، أي نحو ضعف تكلفة الاستيراد.
وأشار إلى أن هذه السياسة تهدف إلى دعم المزارعين وتشجيعهم على توريد محاصيلهم رغم الظروف المناخية القاسية، بما يحافظ على استمرارية الإنتاج الزراعي.
وأكد مدير قسم العمليات والاستثمار في مرفأ طرطوس يوسف عرنوس أن الأرصفة المجهزة والكوادر الفنية المتخصصة تضمن انسيابية عمليات التفريغ وتقليل أي تأخيرات، مشددًا على جاهزية المرفأ لاستقبال المزيد من الشحنات بما يضمن استقرار السوق المحلية وتفادي أزمات الخبز.
ويشير المسؤولون إلى التنسيق بين المرفأ والمطاحن ومراكز التوزيع لضمان وصول القمح بسرعة وكفاءة، حيث تعتبر عمليات الاستيراد عنصرًا إستراتيجيا في الحفاظ على الأمن الغذائي، السوري.