بعد حديثه عن الاستعداد للانخراط في الحل مع الحكومة السورية، عاد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، ليتحدث عن عقبات تواجه تنفيذ اتفاق آذار الذي وقعه مع دمشق، بهدف الاندماج ضمن مؤسسات الدولة، كما طالب مجددا بحكم لا مركزي.
وقال عبدي في تصريحات لقناة “إنديان إكسبريس الهندية”، نشرته أمس الجمعة، إن اتفاق 10 آذار الذي وقّعه مع الحكومة السورية مهم لدمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش، “لكنه يواجه تحديات في ترتيبات اللامركزية والحقوق الثقافية والدينية”.
وجدّد دعوته إلى “نظام حكم لامركزي ديمقراطي”، معتبرا أن “المجتمع السوري لا يمكن أن يحقق الديمقراطية إلا من خلال اللامركزية”، وأن هذا النظام “يحفظ حقوق جميع مكونات الشعب ويحمي كرامتهم”، معتبرا أن تجربة “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا يمكن أن تمثل “نموذجاً إيجابياً للحكم في سوريا المستقبلية”.
ورأى الدكتور، محمود حمزة، المحلل السياسي السوري، في إفادته لموقع حلب اليوم، أن “قسد مثل نظام الأسد لن تقبل بحل سياسي سلمي وستظل تماطل حتى الآخر، فهناك حشودات واستعدادات عسكرية وحفر للأنفاق تحت الأرض في الحسكة ومناطق أخرى، وهي ترغب بتفجير الوضع عسكريًا”.
أما عن موقف الولايات المتحدة فقد لفت إلى أنها “بعثت رسالة واضحة لقسد بأن تتجه إلى دمشق، وطبعًا هذا مقابل أن تدعم الحكومة الأمريكية دمشق وتؤيد الرئيس أحمد الشرع، ولكن إلى جانب المحادثات مع الحكومة، تُعد قسد لحرب خطيرة جدًا قد تتسبب بسيل بحر من الدماء.. هؤلاء عصابة سيشعلون الحرب ويهربون إلى قنديل لأنهم لا يختلفون عن الهجري وفلول النظام وسيلاقون مصيرهم”.
وأضاف عبدي أن سقوط نظام البعث الدكتاتوري خلق فراغًا أمنيًا وإداريًا هائلًا في سوريا، مشددا على “ضرورة أن يكون الجيش السوري الموحد ذا هوية وطنية ويخدم جميع السوريين بعيدًا عن المصالح الضيقة”.
واتهم الحكومة السورية بالمسؤولية عن النزاعات العرقية والدينية التي جرت في سوريا، معتبرا أنها وقعت “نتيجة للسياسات التي اتبعتها الحكومة حتى الآن”، ومضيفا أنه “من المهم حماية حقوق جميع الجماعات وإقامة مجالس إقليمية منتخبة لإدارة شؤون المناطق”.
ونفى قائد قوات قسد تشكيل أي تهديد لأمن تركيا، كما دعاها لما أسماه “الاعتراف بحقوق الأكراد كما هو مطلوب في سوريا”، مضيفا أن “الدعم الدولي للتحالف لا يزال ضروريًا لمواجهة داعش ومنع استغلال الفراغ الأمني”.
أما عن موقف موسكو، فقد قال الدكتور حمزة وهو مختص بالشأن الروسي، إنه يعتقد أن “الروس أيضًا يريدون أن يستخدموا ورقة قسد، وهذا يتضح من انتقال معظم قوات وطائرات وأسلحة روسيا من قاعدة حميميم إلى مطار القامشلي، لكون تلك المناطق ليست تحت سيطرة الدولة الجديدة، ولكن زيارة الشيباني لموسكو أعتقد أنها ستساعد أيضًا في كسب روسيا إلى جانب الدولة الجديدة، وهذا يعني أن تكون هناك تنازلات من الطرفين لتطويع العلاقات”.
ومضى بالقول: “طبعًا لا ننسى أن الروس كانوا دائمًا ينتقدون أمريكا ويتهمونها بأنها تدعم كيانًا انفصاليًا في شرق الفرات، كان ذلك أيام نظام الأسد، الآن من المفروض أن يستمرّوا بنفس النهج وينتقدوا أي محاولات لفرض مخطط أو مشروع انفصال شرق الفرات”.
وكانت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد حذر قسد الشهر الماضي، من المماطلة في تنفيذ الاتفاق، مؤكدا أن بلاده لن تقبل بمشروع انفصالي في سوريا.