أكد مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، نيته استكمال الاتفاق مع الحكومة السورية، ضمن رؤية الدولة الواحدة، وذلك عقب لقاء جمعه مع الرئيس السوري، أحمد الشرع في العاصمة السورية دمشق.
وقال عبدي في تصريحات لقناة “العربية”، أمس الثلاثاء، إن “قسد” ستندرج ضمن وزارة الدفاع السورية، وإن الاتفاق مع الحكومة يتمحور حول وحدة سوريا في جيش واحد وعلم واحد، مع استمرار التواصل مع الحكومة السورية بشكل يومي.
وأضاف أن العمل جار على تطبيق جميع بنود اتفاقية العاشر من آذار قبل نهاية العام الجاري، رغم وجود بطء في نفيذها، لكنه تحدث في الوقت عينه عن وجوب كون الحكم في سوريا لا مركزيا، مع بقاء قسد ككتلة واحدة ضمن الجيش السوري الموحد.
يأتي ذلك وسط تشكيك من بعض المتابعين، في حقيقة موقف عبدي، وتساؤلات حول ما إذا كان يعني ما يقول أم أن تصريحاته مجرد مراوغة سياسية ومحاولة لكسب مزيد من الوقت.
وحول ذلك، يرى حسام نجار، المحلل السياسي السوري، في تصريحه لحلب اليوم، أن قسد تحاول التلاعب، وأن الموقف الأمريكي لا يزال غير حاسم، لكنها في النهاية ستُضطر إلى الحل السياسي مع الحكومة السورية ضمن دولة موحدة.
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي السوري مصطفى النعيمي، إن واشنطن تضغط على قسد، وهو ما سيدفعها نحو الحل في إطار الدولة الواحدة، رغم محاولتها التمسك بمكاسبها الإدارية والعسكرية التي حظيت بها بدعوى القتال ضد تنظيم الدولة بدعم من التحالف الدولي.
ومن المقرر أن تستضيف العاصمة الفرنسية باريس جولة مفاوضات جديدة بين قسد، والحكومة السورية، لبحث آلية الاندماج في الجيش السوري، ونقل موقع “العربية نت” عن مصدر في الخارجية الفرنسية أن الجولة الأولى من التفاوض قد تبدأ خلال أسابيع، مع وجود رغبة دولية في دفع هذه المباحثات قدمًا.
وأشار عبدي إلى وجود بطء في تنفيذ اتفاق العاشر من آذار، معتبرا أن ذلك يعود إلى أسباب تتعلق بالطرفين، كما أعرب عن وجود قلق لدى أطراف من قسد بشأن الاندماج في الجيش السوري دون ضمانات دستورية، بدعوى أن أحداث السويداء الأخيرة تسلط الضوء على أهمية التفاوض والوصول إلى اتفاق.
كما رحب بدور السعودية كوسيط محتمل في عملية التفاوض مع دمشق، معتبراً أنها يمكن أن تلعب دورا إيجابيا.
وقد أعرب السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، عن تقديره لما وصفه “بالحوار البناء، الذي يهدف إلى تعزيز الاندماج والوحدة”، مؤكداً على مبدأ “جيش واحد، حكومة واحدة، دولة واحدة” من أجل استقرار سوريا، مضيفا أن “قيادة مظلوم عبدي لقوات سوريا الديمقراطية، وجهودها المتواصلة، إلى جانب التزام الحكومة السورية الراسخ بالشمولية، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، تمثل عوامل محورية من أجل تحقيق استقرار سوريا تحت شعار: جيش واحد، حكومة واحدة، دولة واحدة”.
وحول حقيقة الموقف الأمريكي من قسد، قال نجار، إن واشنطن “لطالما كانت تضغط عليها وتوجهها بشكل مستمر للعمل مع الإدارة السورية الجديدة ووجدنا هذا الأمر واضحاً فيي لقاء 10 مارس الماضي، و الجميع يعلم أن قسد لا تعمل منفردة، إنها تحاول كسب الوقت حتى الانتهاء من موضوع السويداء و بناءً عليه تحدد الموقف الرئيسي، لذلك نرى هذا التلاعب و هذه المماطلة بتسليم السلاح وسيطرة حكومة دمشق على كامل المنطقة رغم وجود عناصر للأمن العام داخلها”.
وأشار نجار إلى غياب التوافق التام بين قياديي قسد، حيث هناك “خطان داخلها؛ خط واضح ظاهر للعيان يرفض الانضمام للدولة السورية و يجاهر بهذا الأمر و لكنه لا يملك القرار الأساسي داخل قسد و خط ثان بنى علاقاته على خطوط عديدة يحاول أن يلعب سياسة مع عسكرة و يتلاعب بالمواقف للوصول إلى ما يريد أو ما عليه الموقف النهائي”.
ويرى النعيمي أن قسد “تعتبر التنازل عن سيطرتها ومكاسبها بالكامل للحكومة السورية يمثل تحديًا كبيرًا لمستقبلها ووجودها”، لذلك تسعى للحصول على “ضمانات لحقوق المكون الكردي والمكونات الأخرى في مناطق سيطرتها وربما سعيًا منها لشكل من أشكال اللامركزية الإدارية لكن وفق تفسيرها وليس بمعايير دولية، حيث تتذرع بمخاوف أمنية من حيث أن أي اتفاق قد يؤدي إلى تفكيك قوتها أو دمجها بطريقة تفقدها استقلاليتها مما قد يعرضها لخطر المواجهات مع أطراف أخرى في المنطقة خاصة تركيا، لكنها تواجه ضغطا داخليا متمثلا بجناح إلهام أحمد وهو المسيطر عسكريا على أية تسوية قد تمس بسيادتها أو وجودها المستقل”.
وحول ما إذا كان موقف قسد مختلفا بالفعل عن الموقف الأمريكي، قال النعيمي إن هناك بالفعل خلافات واضحة بدأت تطفو على السطح بين بخصوص طبيعة وشروط حل الأزمة مع الحكومة السورية وفق الرؤية الأمريكية رغم وجود هدف مشترك وهو التوصل إلى اتفاق.
وقال عبدي إنه يؤمن باللامركزية في إدارة الدولة، لكنه اعتبر أن بعض المؤسسات السيادية يجب أن تكون مركزية، دون ذكر إيضاحات.
يذكر أن الحكومة السورية لم تعلق – حتى لحظة نشر التقرير – على تصريحات عبدي، أو لقاءه مع الشرع في دمشق.