تواصل الحكومة السورية خطواتها لتنشيط حركة التجارة المتبادلة مع دول الإقليم، ودعم “الترانزيت”، عبر عدة خطوات، فيما تدعو “أصحاب البضائع لاستخدام المرافئ السورية كبوابات آمنة”.
ووصلت اليوم الأربعاء الباخرة CMA CGM SAHARA، إلى مرفأ طرطوس على الساحل السوري، في زيارة هي الأولى من نوعها، حيث تُصنّف ضمن فئة بواخر الحاويات الكبيرة، وتحمل على متنها 45 حاوية مختلفة القياسات، وفقا لوكالة سانا.
وقال مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مازن علوش إن زيارة الباخرة إلى مرفأ طرطوس تُعد حدثاً لافتاً لكونها أول باخرة من هذا النوع والحجم تدخل المرفأ، حيث يصل طولها إلى 200 قدم، وهي محمّلة ببضائع متنوعة ومساعدات أممية.
وأشار علوش إلى أن “هذه الزيارة تحمل دلالات بالغة الأهمية، أبرزها التأكيد على جاهزية محطة الحاويات في مرفأ طرطوس لاستقبال البواخر الكبيرة، وتقديم خدمات الشحن والتفريغ باحترافية عالية وعلى مدار الساعة، كما تمثل رسالة ثقة موجهة إلى الخطوط الملاحية العالمية وأصحاب البضائع، وتشجعهم على استخدام المرافئ السورية كبوابات آمنة وفعّالة في حوض المتوسط”.
وأكد أن هذه العملية “تعكس تغييراً في خارطة الترانزيت البحري، فاستقبال بواخر من هذا الحجم والنوع في مرفأ طرطوس يُعد خطوة عملية نحو إعادة تموضع سوريا كمركز لوجستي مهم في شرق المتوسط، ويوجه الأنظار مجدداً إلى الإمكانات التشغيلية الكبيرة التي تمتلكها الموانئ السورية، ولا سيما في ظل تسارع عمليات التحديث وإعادة التأهيل”.
كما وجّه علوش “من خلال هذه الزيارة رسالة واضحة إلى شركائنا الإقليميين والدوليين، مفادها أن المرافئ السورية مفتوحة وجاهزة وآمنة، وأننا ملتزمون بتقديم خدمات متميزة بكل جوانبها الفنية والإدارية، بما يضمن سلاسة حركة التجارة ويعزز من موقع سوريا في خارطة الترانزيت البحري العالمي”.
من جانبه دعا رئيس غرفة تجارة الأردن، خليل الحاج توفيق، الحكومة التركية لإعادة فتح معبر “باب الهوى” الحدودي بين سوريا وتركيا أمام حركة الترانزيت من أجل تدفق السلع بين تركيا وسوريا والأردن ولبنان ودول الخليج وأوروبا، معتبرا أن ذلك يعزز التعاون الاقتصادي الإقليمي.
وأكد أن “إعادة تشغيل المعبر تمثل أولوية استراتيجية تخدم مصالح جميع الأطراف، خاصة تركيا وسوريا والأردن، كما ستسهم في تسريع تدفق البضائع وخفض كلف النقل واختصار الوقت”.
وكانت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية قد وقعت مذكرة تفاهم مع وزارة النقل التركية، نهاية حزيران الماضي لإعادة تفعيل التبادل التجاري بين البلدين، وتتضمن “إعادة تفعيل التعاون الثنائي في مجال النقل الطرقي الدولي للمسافرين والبضائع، وتيسير عبور الشاحنات وحركة الترانزيت بين البلدين وعبر أراضيهما”.
ويمثل “الترانزيت” دخلا مهما لسوريا بسبب موقعها الإستراتيجي، الذي يربط المغرب العربي بمشرقه، ويربط تركيا وأوروبا بالخليج.
وكانت الحكومة السورية قد اتفقت مع مسؤولين لبنانيين أمس، على دعم التجارة المتبادلة وتسهيل حركة الشاحنات بين البلدين.