صدّرت المدينة الصناعية في حسياء، وسط البلاد، أول شحنة من منشأة مجموعة المتين للصناعات البلاستيكية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في إطار خطط واسعة لتطوير الإنتاج، فيما تؤكد الحكومة السورية أن الصناعة تتجه نحو تطور كبير في شمال غربي البلاد.
وتعدّ مدينة حسياء الصناعية البالغة مساحتها الإجمالية 2500 هكتار، واحدة من بين أكثر من 20 منطقة صناعية في سوريا، وقد حضر مديرها العام، طلال زعيب، أمس الثلاثاء، عملية تصدير الشحنة التي تضم أربع حاويات بوزن إجمالي يبلغ 100 طن من ميناء اللاذقية إلى ميناء نيويورك، وذكرت قناة الإخبارية السورية أنها كانت تحمل مواد تغليف عالية الجودة من نوع “سسترتش آلي”، المخصصة لتغليف المنتجات النهائية.
واعتبر زعيب أن هذا الحدث بالغ الأهمية، حيث قال: “يُعدّ هذا اليوم من الأيام المضيئة ليس فقط في حسياء، بل في تاريخ الصناعة السورية، حيث يشهد تصدير أول حاوية إلى سوق تتطلب معايير صارمة كمثل السوق الأمريكي”، مضيفا أنّ الشركة المصدرة “تُشكّل نموذجاً ناجحاً على المستويين الإقليمي والعالمي، حيث ستكون هذه الخطوة دافعاً للشركات الأخرى نحو العالمية”.
وكشف أيضا أن إدارة المدينة الصناعية في حسياء تخطط للتحول الرقمي، وتطوير المدينة الذكية والمرفأ الجاف الذي سيكون نقطة انطلاق مستقبلية للصادرات السورية، حيث سجّلت المدينة الصناعية في منتصف أيار الفائت، 90 طلباً جديداً للاستثمار توزعت بين مستثمرين محليين، مغتربين وأجانب، فيما يصفها زعيب بأنها نقطة جذب استثماري واعدة لمختلف القطاعات الصناعية.
وفي سياق متصل تحدث مدير صناعة إدلب المهندس أحمد القاسم عن “تحول نوعي” يعيشه القطاع الصناعي في محافظة إدلب من خلال “خطوات تنفيذية لجذب المستثمرين وتشجيع الصناعيين على إعادة العمل”، حيث “عملت المديرية على تأسيس جمعيات حرفية متخصصة، وذلك بهدف تنظيم عمل الحرفيين، وتوفير غطاء قانوني وتنظيمي يُسهم في تطوير الإنتاج وزيادة الكفاءة المهنية”.
وتحدث القاسم عن تزايد إقبال المستثمرين السوريين المقيمين في الخارج، إلى جانب مستثمرين عرب وأجانب خلال الفترة الحالية، في “مؤشر على تحسّن بيئة الأعمال في المنطقة وازدياد الثقة بالمناخ الاستثماري”، حيث “بلغ عدد الطلبات المقدمة لإنشاء منشآت صناعية جديدة منذ تحرير سوريا حتى الآن نحو 70 منشأة، وسط توقعات بارتفاع العدد خلال الأشهر القادمة استناداً إلى الوتيرة التصاعدية للطلبات”.
وأوضح القاسم أن التحضيرات جارية حالياً لإنشاء مناطق صناعية في عدد من مدن محافظة إدلب، إضافة إلى إطلاق مناطق حرفية تُوزع جغرافياً على المدن والبلدات الريفية، وذلك في إطار خطة شاملة لتوسيع رقعة النشاط الصناعي وتوفير فرص العمل.
وكانت محافظة إدلب قد عقدت المؤتمر الاستثماري الأول في شمال غربي البلاد أواخر حزيران الفائت، حيث تمّ بحث مجموعة من المشاريع الاستثمارية المقترحة، كان في مقدّمتها مشروع إعادة تأهيل وتشغيل فندق “الكارلتون”، والعديد من المواقع السياحية في المحافظة.