حقق عضو مجلس ولاية نيويورك، زهران ممداني، فوزًا لافتًا في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، متفوقًا على الحاكم السابق أندرو كومو، في سباق يُعدّ من بين الأهم على مستوى الولايات المتحدة، ويمهد الطريق أمام ممداني ليصبح أول عمدة مسلم للمدينة.
وبحسب نتائج الفرز التي تجاوزت 95% من الأصوات، حصل ممداني، البالغ من العمر 33 عامًا، على أكثر من 43%، مقابل 36% لكومو الذي أقر بالهزيمة قائلًا أمام أنصاره: “لم تكن الليلة ليلتنا… لقد فاز ممداني”.
مرشح تقدمي من الجذور إلى القمة
ينتمي ممداني إلى التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، ويحظى بدعم شخصيات مؤثر. وقد ركزت حملته على قضايا معيشية تمسّ حياة سكان المدينة، مثل خفض تكاليف السكن، وتوفير المواصلات العامة مجانًا، وتوسيع خدمات رياض الأطفال، في ظل الارتفاع القياسي للإيجارات في نيويورك.
ولد ممداني في أوغندا لعائلة من أصول هندية، وانتقل إلى نيويورك في سن السابعة، وحصل على الجنسية الأميركية عام 2018. قبل دخوله معترك السياسة، عمل مستشارًا للإسكان، وركز على دعم أصحاب الدخل المحدود من غير البيض، وهو ما قال إنه ألهمه لدخول الحياة العامة.
حملته تتحول إلى حركة شعبية
منذ إعلان ترشحه في تشرين الأول الماضي، تحوّلت حملة ممداني إلى حراك شبابي واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، قادته طاقة كبيرة من المتطوعين، وقد تمكّن من جمع تمويل حملته من مساهمات فردية صغيرة، في تحدٍ واضح لنفوذ المال السياسي.
موقفه من إسرائيل يثير الجدل
واجه ممداني انتقادات من بعض الأوساط الموالية لإسرائيل في المدينة، خاصة مع تصاعد دعمه العلني لحقوق الفلسطينيين، ورفضه ما وصفها بـ”الإبادة الجماعية” في الحرب الأخيرة على غزة.
صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أشارت إلى أن اتهامات “معاداة السامية” الموجهة إليه تفتقر إلى أدلة، مؤكدة أن مخاوف مؤيدي إسرائيل تتعلق أكثر بتراجع تأثيرهم داخل الحزب الديمقراطي.
ترامب يهاجمه بحدة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب شنّ هجومًا لاذعًا على ممداني، واصفًا إياه بـ”الشيوعي المختل تمامًا”، وقال في منشور على منصة “تروث سوشيال”: “تجاوز الديمقراطيون الحدود. فاز ممداني الشيوعي المهووس، بالانتخابات التمهيدية، وهو في طريقه ليكون عمدة المدينة”. وسخر ترامب من مظهر ممداني وصوته، وهاجم داعميه، واصفًا إياهم بـ”الأغبياء”.
انعكاس لتحول في الرأي العام
فوز ممداني يعكس تحوّلًا في المزاج السياسي الأميركي، لا سيما في أوساط الشباب، حيث أظهرت استطلاعات حديثة تراجعًا في مستوى التعاطف مع إسرائيل مقابل تنامي الدعم للقضية الفلسطينية، وهو ما يظهر جليًا في صعود مرشحين تقدميين يعبّرون عن توجهات جديدة داخل الحزب الديمقراطي.
الانتخابات الحاسمة في تشرين الثاني
تجري الانتخابات النهائية لمنصب العمدة في 4 تشرين الثاني المقبل. وباعتبار أن نيويورك تُعد معقلًا ديمقراطيًا تقليديًا، فإن من يفوز بترشيح الحزب غالبًا ما يحسم السباق، ما يجعل فوز ممداني في الانتخابات التمهيدية خطوة حاسمة نحو دخوله التاريخ كأول مسلم يتولى هذا المنصب في أكبر مدينة أميركية.