في مثل هذا اليوم هلك حافظ الأسد، الذي حكم سورية بانقلابٍ عسكري، مبنيٍّ على الفكر البعثيِّ الشيوعي القومي.
ولد حافظ لعائلة ريفية علوية كانت تُدعى “الوحش” وغيرت اسمها إلى الأسد ليبقى صداها مسموعا لدى شعب حكمته هذه العائلة لعقود ووصل إلى الرئاسة عام 1971 بانقلابه على حليفه صلاح جديد والرئيس السوري آنذاك نور الدين الأتاسي ليكون أول رئيس لسوريا من الطائفة العلويّة.
التحق حافظ بالأكاديمية العسكرية وتخرج منها والتحق بعدها بالكلية الجوية وشغل منصب وزير الدفاع وقائدا للقوى الجوية في عام 1967
قام حافظ مِن لحظات حُكمِه الأُولى باعتقال وإخفاء كلِّ شخصٍ مُعارضٍ له أو لحزبه وأقام مراكزَ أمنية وأقبيةً للتعذيب لا حصرَ لها ولا نهاية
بنى سياستَه الداخليةَ على مبدأ القائد الخالد والحزب الواحد وصارت مفاصلُ الدولةِ كلّها بقبضته وضباط المخابرات وعناصر الجيش من أبناء طائفته، واعتمد سياستَه الخارجية على شعارات المقاومة والممانعة لتغطيةِ أعماله و خبايا حكمه وبات يستغل خيرات البلاد دونَ رقيبٍ بحجة التسليح ضدَّ إسرائيل.
من أبرز ما أنجز حافظ الأسد خلال فترة حكمه، إعلان سقوطَ القنيطرةِ قبلَ احتلالها بـ 48 ساعة والدخول بجيشُه إلى لبنانَ فنكّل بأهلها ومكّنوا الطائفيّة فيها وقصفوا مدينةَ طرابلس 20 يومًا.
دمر حافظ مخيمَ تل الزعتر وكان فيه 17000 لاجئًا فلسطينيًّا ونفذ الإعداماتِ الجماعيةَ بسجن تدمر، فقتل الآلافَ مِن خيرة شباب سوريةَ ومثقفيها ، وارتكب مجازرَ كثيرةٍ منها مجزرة مدينة حماة، التي قصفها بالطيران ومات بسببها عشراتُ الآلافِ من السوريين بحجة وجودِ عشراتٍ من جماعة الإخوان المسلمين ومجزرة جسر الشغور التي راح ضحّيتها المئات وسجن وقتل وشرَّد مئاتِ الألوفِ من المفكرينَ والدعاةِ والعلماءِ، ولا يُحصى عددُ المفقودينَ في سجونه إلى يومنا هذا
ورّث حافظ الأسد حكمه إلى نجله الذّي أكمل مسيرة والده بسلب حقوق الشّعب وتهجيرهم قسرًا وقتلهم بدم بارد
إلى أن انتصرت إرادة الشعب وأسقطت حكمهم، معلنين الحرية من عقود تكللت بظلام آل الأسد الدّامس