تتواصل الجهود الأردنية في دعم الإدارة السورية الجديدة، واستعادة العلاقات الطبيعية مع الجارة الشمالية، بما في ذلك العلاقات الاقتصادية والتجارية، بما يحقق مصلحة الجانبين.
وعقد مسؤولون من الطرفين اجتماعا موخرا، بحثا من خلاله تعزيز عمل المنطقة الحرة المشتركة وزيادة حركة التجارة، فيما تعمل عمان على مساعدة الإدارة الجديدة في تحسين واقع الكهرباء.
وأكد عدد من المسؤولين الأردنيين، في تصريحات سابقة، بمن فيهم وزير الخارجية أيمن الصفدي، أن استقرار وازدهار سوريا هو مصلحة وطنية للأردن التي كانت أول المتضررين من سياسات الأسد المخلوع.
وقال أحمد فهيم المحلل السياسي الفلسطيني الأردني، لحلب اليوم، إن موقع الأردن كدولة جوار لسوريا يجعلها حاضرة بقوة في الملف السوري، بما في ذلك العملية السياسية الحاصلة الآن، ومن المهم بالنسبة لها تجاوز ما عانته خلال فترة حكم الأسد لا سيما بعد العام 2011 خلال الثورة.
والتقى في العاصمة الأردنية عمّان الوفد السوري بقيادة رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية، قتيبة بدوي، مع الوفد الأردني وعلى رأسه وزير الصناعة والتجارة والتموين، يعرب القضاة، وتمت مناقشة آلية عمل المنطقة الحرة المشتركة بين البلدين والترتيبات اللازمة لتدعيم وتعزيز عملها.
كما حضر الاجتماع مدير معبر نصيب الحدودي، والأمين العام لوزارة الصناعة والتجارة، ومدير الجمارك الأردنية، ومسؤولون في وزارتي الخارجية في كلي البلدين، وتم التوافق على آلية تسهيل عمل معبر نصيب “السوري” – جابر “الأردني” بما يعزز حركة التبادل التجاري والشحن بين البلدين وجذب الاستثمارات للمنطقة الحرة المشتركة.
وبحسب ما قاله الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوري، أحمد مظهر سعدو، لموقع حلب اليوم، فإن عمّان مهتمة بشكل أساسي بضبط الحدود وإنهاء تهريب الكبتاغون، والدخول في العملية السياسية، واستتباب الأمن، وتأمين الخدمات.
وأوضح أن حرص عمان على ذلك ينبع من رغبتها في عودة اللاجئين، والتخلص من عبء الوضع الأمني غير المستقر على حدودها وحل ملف المخدرات.
من جانبه اعتبر فهيم أن عمّان اليوم أمام “معادلة جديدة تُفرض عليها أيضا بنفس المنطق الذي كان قائما أيام النظام المخلوع، فالمجتمع الدولي بدأ يتعامل مع العملية السياسية الموجودة في سوريا والقوى العظمى أيضا كذلك، وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية، فهي اليوم في واجهة المشهد، ويمثل هذا شارة البدء لمجموعة وسلسلة من الزيارات المكوكية التي قام بها عدد من كبار المسؤولين العالميين والأمميين”.
ولفت إلى أن الأردن كان أول دولة عربية يزور وزير خارجيتها سوريا، بعد سقوط الأسد، موضحا أن ذلك يعود للأسباب السابقة “نظرا لخصوصية هذه العلاقة”.
وبحسب الاجتماع الذي جرى أمس الأول فقد اتفق الجانبان على زيادة ساعات الدوام في معبر (جابر – نصيب) الحدودي لتكون على مدار 24 ساعة اعتباراً من بداية شهر شباط/فبراير المقبل، كما تم بحث موضوع تفعيل اتفاقية التجارة الحرّة بين البلدين بالشكل الذي يرفع حجم التبادل التجاري ويعالج أية صعوبات تواجه القطاع الخاص، بالإضافة إلى ذلك، بحث الطرفان تسهيل حركة النقل وتخفيض الرسوم المفروضة على شاحنات الترانزيت المارة عبر كلي البلدين.