أطلقت منظمة الصحة العالمية نداءً عاجلًا لتوفير 56.4 مليون دولار أمريكي بهدف دعم النظام الصحي في سوريا، في ظل تزايد التحديات التي تواجه القطاع الصحي هناك.
ويأتي هذا النداء بعد تسليط الضوء على النقص الحاد في الموارد الطبية والصعوبات التي تعاني منها الكوادر الصحية في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، مما أثار قلقًا واسعًا حول قدرة القطاع الصحي السوري على مواجهة الأزمات المتفاقمة.
وأوضح البيان أن المنظمة ستواصل خلال الأشهر الستة المقبلة التركيز على استمرارية الخدمات الأساسية ومنع انتشار الأوبئة وتعزيز تنسيق النظام الصحي وأشار إلى أنه يهدف إلى إيجاد حل للأزمة الإنسانية وإرساء أسس التعافي.
وفي حديث خاص “لحلب اليوم” صرّح المدير الإقليمي لمنظمة سامز الدكتور مازن كوارة قائلاً: نحن أجرينا في منظمة سامز تقييم احتياج العديد من المحافظات، شمل جميع المحافظات تقريبًا باستثناء محافظات شمال شرق سوريا، في الوقت الحالي، لدينا خطة أعتقد أنها متوافقة مع خطة وزارة الصحة لملء الثغرات الموجودة في الاحتياجات من المستهلكات الطبية والأدوية والمحروقات، لضمان استمرار توليد الكهرباء في المشافي، بالإضافة إلى ذلك، هناك جهود لصيانة الأجهزة الضرورية في هذه المرحلة.
هذه المرحلة الأولى للاستجابة الإسعافية، أما المرحلة الثانية، فهي مرحلة يجب أن ننظر فيها إلى إعادة تفعيل المشافي المركزية وزيادة عدد المراكز الصحية الفعالة، ووفقًا لوزارة الصحة في حكومة تسيير الأعمال، فإن فقط نسبة ضئيلة من المستوصفات ومراكز الرعاية الصحية تعمل حاليًا في جميع أراضي الجمهورية.
وأضاف أن في المرحلة الثالثة، التي يُتوقّع أن تبدأ بعد عامين وفق تقديرات المنظمة، تتضمن التركيز على تطوير القطاع الصحي والنظام الصحي بشكل عام وتشمل هذه المرحلة استكمال العمل على نظم المعلومات الصحية، وربط جميع المستشفيات والمراكز الصحية في مختلف أنحاء الجمهورية بنظام معلومات صحي مركزي يتيح هذا النظام للمواطنين الاستفادة من الخدمات الرقمية الصحية بسهولة.
إضافة إلى ذلك، تبرز أهمية العمل على التعليم الطبي الذي واجه تحديات كبيرة خلال السنوات الماضية، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد، يعاني هذا المجال من نقص كبير في الأخصائيين المدربين و المراكز المؤهلة للتدريب في مختلف المناطق، فضلًا عن افتقار هذه المراكز إلى المخابر والأجهزة اللازمة لتوفير تدريب بمستوى مقبول.
وأكد أن الأولوية في المرحلة الحالية تركز على دعم المشافي بثلاثة أمور أساسية أولًا، توفير الوقود أو على الأقل مصدر مستدام للطاقة الكهربائية ثانيًا، تأمين الأدوية الضرورية، وتشمل الأدوية الإسعافية وأدوية العمليات والتخدير، بالإضافة إلى أدوية العناية المركزة التي تعاني المشافي من نقص حاد فيها، وكذلك المستهلكات الطبية الضرورية لاستمرار عمل المشافي ومن ضمنها جلسات غسيل الكلى التي تفتقر إليها المشافي، والتي تُعد حاجة ملحّة للمرضى وتُشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على مرضى القصور الكلوي، ثالثًا، استبدال الأجهزة المعطلة التي تحتاج إلى استبدال فوري أو إصلاح الأجهزة التي تعاني من مشكلات تقنية، مما يضمن استمرارها في أداء دورها بشكل عاجل هذه النقاط الثلاث تُعتبر ضرورية للغاية ويجب التعامل معها على وجه السرعة في المرحلة الحالية.
لذلك، يجب بذل جهود كبيرة لتحسين هذا الجانب من خلال دعم كليات الطب والمستشفيات التعليمية في جميع أنحاء سوريا، بهدف توفير بيئة تدريبية مناسبة تلبي احتياجات المتدربين وتساهم في رفع كفاءة النظام الصحي.
وتعيش سوريا تدهورًا في الأوضاع الاقتصادية والإنسانية نتيجة سنوات طويلة من الحرب، حيث يعاني السكان من تراجع حاد في مستوى المعيشة، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، بالإضافة إلى نقص الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والكهرباء، ويتطلب الوضع الحالي تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لدعم الشعب السوري وتخفيف معاناته.
جودي يوسف