لا تزال قوات الإدارة العسكرية تجري عمليات البحث والتمشيط في العاصمة دمشق، لمعرفة مكان وجود الرئيس المخلوع أو الوجهة التي فرّ إليها، فيما وردت أنباء عن احتمال سقوط طائرته غربي البلاد؛ بعد قليل من إقلاعها.
ونقلت شبكة “CNN” الأمريكية عن “مصدر مطلع” أن الإدارة العسكرية تستجوب ضباطًا من قوات الأسد ومخابراته، ممكن تمّ أسره أو نسّق معها للانشقاق، وخصوصا ممن كان في العاصمة دمشق خلال الساعات الأخيرة للأسد.
وكانت مصادر إعلامية غربية قد تحدثت عن رحيل أسماء الأسد وأولادها إلى روسيا، منذ 3 أيام، فيما قال موقع صوت العاصمة المحلي إنهم كانوا في دمشق أمس السبت، وإن بشار الأسد كان هناك حتى تاريخه.
ومع اقتراب العمليات العسكرية من حمص، رُصدت حركة نشطة للطيران من وإلى دمشق، وكانت الإمارات من أبرز الوجهات لتلك الرحلات المتكررة، لكن موقع “أكسيوس” الأمريكي، قال إن طائرة من طراز “إليوشن 76” يشتبه في أنها تحمل الأسد، غادرت مطار دمشق أمس، ومن المرجح أنها سقطت.
ووفقا للمصدر فقد اتجهت الطائرة إلى الشمال الغربي حيث منطقة الساحل السوري، لكنها انعطفت قرب مدينة حمص بشكل مفاجئ، قبل أن ينخفض ارتفاعها وتختفي عن شاشات الرادار، عند الساعة 2:32 صباحًا UTC، قرب مدينة القصير.
وقبل ذلك حلّقت الطائرة التي يحتمل وجود الأسد فيها في اتجاه معاكس لبضعة دقائق، قبل أن تختفي عن الخريطة، فيما قال “مصدران سوريان” لوكالة “رويترز” إن هناك احتمالًا كبيرًا للغاية بأن يكون الأسد قُتل في تحطم الطائرة.
وحول سبب عودة الطائرة في مسار معاكس ومفاجئ، قال المصدران إنه أمر غير مفهوم، فيما نقلت الوكالة عن مصدر آخر توقعه إغلاق جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بالطائرة رغم أن احتمال السقوط هو الأكبر.
وفي تعليقه على ذلك قال العقيد الطيار السوري إسماعيل أيوب، لحلب اليوم، إنه ليس في الإمكان وقف الإشارة لأنها تخرج من جهاز في الطائرة لا يستطيع الطيارة إيقافه، فضلا عن أنها اختفت من شاشات الرادار.
وأضاف أن “ما يتوفر من معلومات يتحدث عن أن الطائرة أقلعت باتجاه البحر ثم انعطفت يمينا وسقطت في مناطق داخل سوريا، أو اختفت عن شاشات الرادار.. هل استهدفت هذه الطائرة بصاروخ؟ هل حصل عطل فني؟ هل حصل عراك داخل الطائرة أدى إلى مقتل الطيار أو حالة معينة غريبة داخل الطائرة؟ ليس هناك معلومات حتى الآن لكن الساعات القادمة يمكن أن توضح هذه الملابسة”.
كما لم يستبعد العقيد أن تكون الطائرة المذكورة هبطت في مطار حميميم؟، مضيفا: “ربما حدث ذلك.. لا أحد يعلم فكل المطارات صارت تحت سيطرة الإدارة العسكرية، باستثناء المطار الروسي الذي من الممكن أن تهبط فيه طائرة إليوشن”.
ومضى بالقول: “بحسب خبرتي كطيار فإن هذا النوع من الطائرات “إليوشن – 76″ آمن جدا بالنسبة للطيران، ومن الممكن أن تهبط في مناطق ممهدة ترابية أو مدحولة، ولكن هذا غير متوفر بالساحل.. ما يزال من المبكر الحكم على الموضوع”.
وبحسب موقع أكسيوس، فإن الأسد توجه إلى قاعدة حميميم منتصف الليلة الفائتة، بنية السفر إلى موسكو ولكن لا مؤشرات على أنه غادر سوريا.
وقال رئيس الوزراء السابق محمد غازي الجلالي، إن مكان تواجد الأسد ووزير دفاعه “غير معروف منذ ليل السبت”، فيما نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر إسرائيلية، أنه “ليس من المؤكد مغادرة الأسد الأراضي السورية”، وأنه لا يزال “تحت الحماية الروسية في سوريا”، أو ربما نُقل إلى روسيا، كما ذكرت تقارير أن ماهر الأسد في القرداحة بالساحل السوري على الأرجح، ومن المتوقع مغادرته أيضا عبر مطار حميميم.