تجدّدت حركة نزوح المدنيين من القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس، على امتداد ريفي حلب وإدلب، مع عودة الحديث عن قرب اندلاع معركة جديدة، من قبل فصائل المعارضة ضد قوات الأسد.
وتشهد المنطقة حالة من انقسام الآراء في أوساط السكان، حول مصداقية تلك الأنباء، بعد الحديث عنها لفترة طويلة، دون حدوث تطورات في الميدان.
وأكد مراسل حلب اليوم، أن معظم تلك القرى والبلدات تعيش أوضاعا غير مستقرة، لكن معظم السكان باتوا متأهبين لأي طارئ، رغم تضارب الأنباء حول ما يجري.
وأضاف أن حركة الأسواق تبدو شبه طبيعية، كما أن الأهالي لم يغادروا بالكلية، لكن هناك حركة نزوح واضحة، فضلا عن تصعيد القصف من قبل قوات الأسد.
واستهدفت الأخيرة قرية مجدليا جنوب شرقي إدلب، بمسيّرات ملغمة، صباح اليوم الأربعاء، وقد لوحظ تكثيف استخدام ذلك السلاح خلال الأيام الأخيرة.
الدفاع المدني السوري من جانبه، حذّر من أن تصعيد قوات الأسد قصفها للبيئات المدنيّة في مناطق شمال غربي سوريا يهدّد الحياة ويقوّض سبل العيش والعملية التعليمية ويمنع المدنيين من جني محصول الزيتون.
وأوضح أن فرقه استجابت، منذ بداية العام الحالي حتى يوم 13 تشرين الأول، لأكثر من 728 هجومًا على مناطق شمال غربي سوريا، محذرا من كارثة إنسانية جديدة وموجات نزوح جديدة على أبواب فصل الشتاء.
وحول تلك الأوضاع؛ قالت إدارة الدفاع المدني السوري، في تصريح خاص لموقع حلب اليوم، إن الهجمات القاتلة لقوات الأسد وروسيا تنعكس بشكل سلبي جدا على حياة المدنيين في المواقع القريبة من خطوط التماس، ولكن ذلك لا يقتصر على تلك المناطق.
ونوّهت بأن الأماكن البعيدة أيضا تعاني من تقييد حركة المدنيين وخاصة في المناطق الزراعية، مع ما تفرضه الأوضاع من قيود تمنعهم من الوصول إلى حقولهم ومزارعهم.
يقول أحد سكان بلدة سرمين شرقي إدلب، لحلب اليوم، إن هناك الآلاف ممن غادروا المنطقة على مدى الأسابيع الماضية، منهم من عاد بعد فتور الحديث عن المعركة المفترضة، ومنهم من استقر بعيدا عن المنطقة.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية؛ تجددت موجات النزوح تلك، ومن السكان من وجد حلا وسطيا، عبر تأمين مكان احتياطي للجوء إليه في حال اندلعت المواجهات، أو تجدد القصف، فيما يعيشون حياتهم اليومية بشكل اعتيادي.
ولا تزال هيئة تحرير الشام وباقي الفصائل صامتة تماما تجاه ما يتم تداوله على مجموعات التواصل الاجتماعي، فيما تجددت الأنباء حول المعركة، والتي يبدو أن الصفحات المحسوبة على الهيئة والفصائل هي التي تروجها.
قلق في أوساط سكان مدينة حلب
أكد مصدر خاص لحلب اليوم، وجود حالة من التخوف في أوساط سكان المدينة من إمكانية اندلاع معركة جديدة، وهو الأمر الذي انعكس بشكل واضح على الحياة اليومية ليزيد من الركود في الأسواق، إلى جانب شح المحروقات وأزمة النقل.
ورغم أن شريحة واسعة من السكان يرغبون في تحرير مدينتهم، إلا أنهم يتخوفون من تبعات أي مواجهة محتملة، ولا ينبع قلقهم ذلك من رفض التخلص من سلطة الأسد.
وفي المقابل هناك شريحة من عناصر الميليشيات وبعض ذويهم من مؤيدي سلطة الأسد، يتخوفون على مستقبل وجودهم بالمدينة، في حال خرجت عن سيطرتهم، مع تدهور الأوضاع المعيشية.
ومع انتشار الأنباء عن المعركة المفترضة، أرسلت قوات الأسد تعزيزات عسكرية جديدة، إلى جبهات ريفي حلب وإدلب، خلال الأيام الماضية، وبدت حريصة على تغطيتها إعلاميا، مع نشر ادعاءات بوجود خطط لما تسميه بعض الصفحات “تحرير إدلب”.
يرى المحلل العسكري النقیب عبد السلام عبدالرزاق، في حدیثه لحلب الیوم، أن ھذه التعزیزات قد تكون ذات طابع استعراضي أكثر من كونھا ذات فعالیة عسكریة حقیقیة، إذ یتم تكرار نقل نفس القوات بین مناطق الصراع المختلفة دون إحداث تأثیر ملموس على مجریات الأحداث.
وأضاف أن سلطة الأسد تهدف إلى “تعزیز صورتھا أمام مؤیدیھا واستعراض قوتھا العسكریة، على الرغم من أن قواتها تفتقر إلى الخبرات القتالیة المتراكمة والتدریبات العسكریة اللازمة لمواجھة
فصائل المعارضة التي تمتلك خبرات واسعة في الحروب والمعارك المیدانیة”.
وبحسب مراسلنا فقد زادت سلطة الأسد من وجودھا العسكري ودفعت بقوات عسكریة جدیدة من الفرقة 25 إلى بلدات كفرناھا وخان العسل في ریف حلب الغربي، وشملت التعزیزات، 15 دبابة و12 آلیة محملة بالجنود.
كما نشرت قوات الأسد مدافع ثقیلة ومجموعة متنوعة من المعدات، وشملت التعزیزات ثلاث مجموعات عسكریة، وصلت المنطقة قادمة من البادیة السوریة، بقیادة اللواء صالح عبدالله، قائد الفرقة 25 المرتبطة بالقوات الروسیة.
وتشهد مدينة حلب حالة ازدحام ملحوظ واختناقات مرورية في خطوط النقل، بسبب شحّ مادة المازوت المخصصة للنقل الداخلي الجماعي في المدينة وفق صحيفة الوطن الموالية.
وكانت لجنة المحروقات التابعة لسلطة الأسد في المدينة قد خفضت سابقًا مخصصات النقل الداخلي بنسبة 50 بالمئة، ليومي الجمعة والسبت، وخفّضت عدد رحلات النقل الجماعي الخارجي بنسبة 25 بالمئة ما زاد من أزمة المواصلات الحالية.