شهدت العاصمة دمشق منتصف الشهر الحالي، تشرين الأول، أزمة نقل غير مسبوقة، نتيجة خطأ تقني في أجهزة البطاقة الإلكترونية المسؤولة عن تزويد الحافلات والبولمانات بمادة المازوت، ما أدى إلى توقف عدد كبير من وسائل النقل العام عن العمل، مما تسبب في ازدحامات وشلل شبه كامل في حركة النقل الداخلي.
وجاءت هذه الأزمة، وفق مراسلة حلب اليوم في دمشق، في وقت حساس، حيث تعتمد شريحة واسعة من سكان دمشق على وسائل النقل العام للتنقل اليومي، الأمر الذي فاقم معاناة المواطنين، وزاد أعباء حياتهم اليومية.
من خلال استطلاع أجرته مراسلتنا في دمشق مع عدد من سائقي الحافلات العاملة على الخطوط الداخلية، قال أحدهم (رفض الكشف عن اسمه): “نحن نعتمد على تزويد مركباتنا بالمازوت بشكل يومي، ومع تعطل نظام البطاقة الإلكترونية، توقفنا عن العمل لأيام، مما تسبب بخسائر مالية كبيرة.”
وأضاف: “في الأيام التي تعطل فيها النظام، لم نتمكن من توفير النقل للركاب، واضطر الكثير منهم للانتظار لساعات طويلة في محطات النقل.”
وفق مراسلتنا، فإن شريحة كبيرة من المواطنين عانت بشكل كبير من هذه الأزمة، حيث ازدحمت مواقف الباصات، واضطر بعضهم إلى دفع أجور مضاعفة للتاكسي أو البحث عن وسائل نقل بديلة.
تقول السيدة أم أحمد، وهي مواطنة من دمشق تعتمد على النقل العام يومياً، لـ “حلب اليوم”: “اضطررت الأسبوع الماضي للانتظار أكثر من ساعة أحيانًا حتى أتمكن من العثور على باص، وهذا أثر في التزاماتي اليومية وأعمالي.”
بحسب بيانات صادرة عن محافظة دمشق التابعة لسلطة الأسد، حصلت عليها مراسلتنا، فإن حوالي 60% من وسائل النقل العام في المدينة توقفت عن العمل خلال الأيام الثلاثة الأولى من الأزمة، وأن ما يقرب من 1,500 مركبة عامة تأثرت بهذا الخلل في دمشق وحدها، مما أدى إلى ازدحام شديد في محطات النقل الرئيسية مثل محطة البرامكة وموقف جسر الرئيس.
يشار إلى أن أزمة النقل في دمشق الناتجة عن خطأ تقني في أجهزة البطاقة الإلكترونية أظهرت مدى اعتماد سكان العاصمة الكبير على نظام النقل العام، نتيجة تردي وضعهم المعيشي وعدم قدرتهم على تحمل أجور النقل الخاص.