حلب اليوم – خاص
تشهد العاصمة السورية دمشق موجة متصاعدة من النزوح الداخلي، حيث يضطر الكثير من سكان المدينة، وبالأخص الموظفين النازحين وطلاب الجامعات، للانتقال إلى المناطق المجاورة للعاصمة، بسبب الارتفاع الشديد والمتواصل في إيجارات الشقق السكنية، التي باتت عبئاً ثقيلاً على كاهلهم.
تقول مراسلة حلب اليوم في دمشق، إن الموظفين من ذوي الدخل المحدود يواجهون صعوبة كبيرة في تحمل تكاليف السكن المرتفعة، مما يجبرهم على البحث عن بدائل مثل السكن في مناطق بعيدة عن مراكز المدينة.
وبحسب مراسلتنا فقد تراوح إيجار منزل مفروش في الأحياء الراقية كمنطقة المزة ومشروع دمر بين 5 و10 ملايين ليرة سورية، وبلغ إيجار منزل غير مفروش بين 3.5 و4 ملايين ليرة، فيما وصل إيجار المنزل المفروش في منطقة الشعلان إلى 4 ملايين ليرة، وبلغ إيجار المنزل غير المفروش مليونين و500 ألف ليرة.
أما في منطقة مساكن برزة، فقد تراوح إيجار منزل مفروش بين 3 و4 ملايين ليرة سورية، ومنزل غير مفروش بين مليون و500 ألف ومليوني ليرة، وفي منطقة المزة 86، بلغ إيجار المنزل المفروش 800 ألف ليرة وغير المفروش 500 ألف ليرة سورية، بحسب مراسلتنا.
وأشارت مراسلة حلب اليوم إلى أن المناطق العشوائية شهدت زيادات كبيرة في الإيجارات، وعلى سبيل المثال، ففي منطقة دف الشوك ونهر عيشة وعش الورور، وصلت الإيجارات إلى 400-500 ألف ليرة للشقة غير المفروشة بمساحة نحو 70 متراً فقط، في حين بلغ إيجار شقة مؤلفة من غرفة واحدة بمطبخ صغير جداً وحمام 200 ألف ليرة شهرياً
تؤكد السيدة ليلى.م، نازحة من مدينة دير الزور، وموظفة في مديرية التربية والتعليم الواقعة في حي ساروجة بدمشق، لحلب اليوم، على أنها تضطر شهرياً لدفع 200 ألف ليرة سورية أجرة منزلها في منطقة نهر عيشة التي تبعد عن مكان عملها قرابة 5 كم، وتقول: “مع راتبي المتواضع، الذي يبلغ 650 ألف ليرة سورية، بالكاد أستطيع تحمل الإيجار شهرياً، الذي يلحقه أجور التنقل يومياً إلى العمل.
وبحسب مراسلتنا فإن طلاب الجامعات يواجهون نفس التحديات، حيث يتعين عليهم الاختيار بين سكن قريب من الجامعة وباهظ الثمن، أو الانتقال إلى مناطق أبعد ذات خدمات محدودة.
يقول سامر.ن، طالب في كلية الحقوق، لحلب اليوم، والذي يسكن بمنزل مفروش في حي “دف الشوك” برفقة ثلاثة من أصدقائه، لتوفير جزء من المصاريف: “كان من الضروري بالنسبة لي الانتقال إلى منطقة أبعد لتقليل تكاليف الإيجار، لكن ذلك أثر على حياتي الدراسية والنفسية، مشيراً إلى أن الوقت الذي يضيع في التنقل والافتقار إلى وسائل النقل المريحة يجعل من الصعب علي التركيز على دراستي”.
وتعاني المناطق العشوائية في دمشق، بحسب مراسلتنا، من ضعف كبير في الخدمات والبنية التحتية، ومع ذلك، لم يمنع ذلك من زيادة ملحوظة في أسعار العقارات والإيجارات بداخلها، إذ يعيش السكان في ظروف قاسية، حيث يواجهون انقطاعًا متكررًا للتيار الكهربائي وصعوبة في الحصول على مياه صالحة للشرب، إضافة إلى غياب خدمات الصرف الصحي.
بدوره، أرجع حس.ع.، صاحب مكتب عقارات في حي المزة، ارتفاع أسعار إيجار العقارات إلى مجموعة من العوامل المعقدة، بما في ذلك زيادة الطلب نتيجة النزوح الداخلي والتغيرات الديموغرافية، ونقص العرض بسبب محدودية الأراضي المتاحة وضعف القدرة على تطوير البنية التحتية، بالإضافة إلى تأثير التضخم الذي يلعب دوراً رئيسياً في رفع تكاليف المعيشة بشكل عام، بما في ذلك الإيجارات وأسعار العقارات.