حددت “الإدارة الذاتية” التابعة لقسد في شمال شرق سوريا، سعر شراء محصول القطن السوري لهذا الموسم بـ 600 دولاراً أمريكياً للطن الواحد بحسب جودة المحصول، ممّا أثار استياء واسعاً بين المزارعين الذين اعتبروا أن السعر المحدد لا يغطي تكاليف الإنتاج.
وفق مراسل حلب اليوم في الرقة، فإن العديد من الفلاحين أعربوا عن استيائهم الشديد من السعر المتدني الذي حدّدته الإدارة الذاتية لمحصول القطن الذي يُعد أحد المحاصيل الاستراتيجية في محافظة الرقة، مما زاد قلق الفلاحين من أن هذه الأسعار قد تهدد مستقبل زراعة القطن في المنطقة.
يقول “عبد الكريم.ن”، مزارع من مدينة الرقة يمتلك 2 هكتار من الأراضي المزروعة: “السعر الذي وُضِع لا يكفي لتحصيل تكاليف الزراعة، لقد خسرت هذا الموسم، وكان من المفترض أن يكون السعر أكثر من السنة الفائتة”.
وأضاف في أثناء حديثه لحلب اليوم: “كنت أتوقع تحقيق مردود جيد من زراعة القطن هذا العام، خاصة بعد الجهد الكبير والتكاليف التي وضعتها، لكنني متفاجئ من السعر المنخفض، وهذا سيؤثر في قدرتي على الاستمرار بهذه الزراعة.
تكاليف زراعة القطن
حول تكاليف زراعة القطن، أوضح المزارع عبد الكريم أن الدونم الواحد يحتاج إلى حوالي 10 كيلو غرامات من بذار القطن، إذ يبلغ سعر الكيلو غرام الواحد نحو خمسة دولارات، كما أضاف أن زراعة القطن تتطلب أيضاً أجوراً للحراثة وعمال الغراس، مما يجعل كلفة زراعة الدونم الواحد تصل إلى حوالي 70 دولاراً أمريكياً.
وأشار إلى أن الإنتاج السنوي يتراوح بين 100 و500 كيلو غرام للدونم الواحد، مما يعني أن الربح يعتمد على العائد والإنتاج.
ارتفاع تكاليف الإنتاج
بدوره، عبّر الخبير الزراعي “إبراهيم.م” في حديث خاص لحلب اليوم، عن أسفه على قرار الإدارة الذاتية بتحديد هذا السعر، واصفاً إياه بأنه “مجحف” في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع كلفة مستلزمات الإنتاج.
وأوضح أن سعر الطن كان في عام 2011 يصل إلى 1012 دولاراً، وأن زراعة القطن في سوريا وتحديداً في محافظة الرقة تتراجع بشكل تدريجي إثر قرارات الإدارة الذاتية غير المدروسة بحق المزارعين، مشيراً إلى أن مستقبل هذه الزراعة قد يقتصر في السنوات القادمة على المناطق التي تستفيد من مياه نهر الفرات فقط.
بالإضافة إلى الأسعار المتدنية، يؤكد مراسل حلب اليوم أن المزارعين في الرقة يعانون أساساً من نقص الدعم المخصص لزراعة القطن منذ سنوات طويلة، بما في ذلك نقص المحروقات والأسمدة والمبيدات الحشرية التي تعتبر أساسية لتحسين الإنتاجية وجودة المحصول، الأمر الذي يزيد تحمل المزارعين تكاليف إضافية، مما يجعل من زراعة القطن مخاطرة اقتصادية كبيرة في الوقت الحالي.
وفي الموسم الماضي، حددت الإدارة الذاتية سعر 800 دولار للطن الواحد من القطن، لكنها لم تقم بشراء المحصول من الفلاحين، ما دفع المزارعين لبيع إنتاجهم للتجار بأسعار متفاوتة لم تتجاوز 450 دولاراً للطن، مما أثار غضب الفلاحين آنذاك، ومع تحديد سعر 600 دولار للطن اليوم، يشعر المزارعون بالإحباط والخوف من عدم تحقيق أي ربح من محاصيلهم.