وصل نحو 1300 شخص سوري من مدن الرقة، دير الزور، الحسكة، وحلب إلى مخيم “كري سبي” في مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، قادمين من الأراضي اللبنانية؛ بسبب تدهور الأوضاع الأمنية نتيجة القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان.
وبحسب مراسل “حلب اليوم” في الرقة، أن عشرات العائلات من السوريين النازحة من الضاحية الجنوبية في لبنان وصلوا مساء السبت 28 أيلول/سبتمبر، مدينة الرقة، بعد رحلة شاقة استمرت 48 ساعة.
أبو عبد الله، نازح من ريف الرقة الغربي، روى تفاصيل رحلته لحلب اليوم قائلاً: “كنا نعيش في لبنان منذ سنوات هرباً من الحرب في سوريا، لكن القصف الإسرائيلي أجبرنا على الرحيل، فلم يكن لدينا خيار سوى العودة إلى سوريا، رغم كل الصعوبات التي نعرف أننا سنواجهها هنا”.
ووصف النازح رحلته من الضاحية الجنوبية إلى الرقة بالشاقة، نتيجة كثرة الحواجز والتفتيش والازدحام على المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان.
وأكد في أثناء حديثه لحلب اليوم أن المعبر الحدودي السوري الخاضع لسيطرة سلطة الأسد لم يقدم التسهيلات اللازمة للنازحين، لافتاً إلى أنه من بين الصعوبات كانت “الانتظار لفترات طويلة، التفتيش المستمر، عدم توفر الباصات اللازمة، بالإضافة إلى فرض دفع مئة دولار على كل سوري عائد.
أحد العائدين -رفض الكشف عن اسمه- لحلب اليوم، يقول: “ندفع 100 دولار كرشوة لتسهيل الأمور وتأمين مكان في أحد الباصات التي تقل النازحين إلى مناطقهم، منوّهاً إلى أنه قد يُعفى بعض الأشخاص الذين لا يملكون أغراضاً أو أثاثاً، أو الذين يأتون مشياً على الأقدام، لكن معظم الناس لا يتم إعفاؤهم إلا إذا كانوا فقراء بشكل واضح.
شهادات من النازحين
تروي أم خالد، نازحة من دير الزور، رحلتها لحلب اليوم بالقول: “عشنا في لبنان لسنوات، لكن الوضع هناك أصبح لا يُطاق، لأن القصف أجبرنا على ترك كل شيء والعودة، إذ دفعنا مبالغ كبيرة لعبور الحدود، وكان الوضع على المعبر صعباً جداً، لكننا في النهاية هنا في سوريا على أمل بداية جديدة”.
كما أضافت: “وصلنا إلى مناطق سيطرة الإدارة الذاتية بعد تركنا لساعات على أحد الحواجز للتفتيش، وفي النهاية لم يسمحوا لنا بالذهاب إلى قرانا، وأجبرونا على النزول في مخيم، حتى البنية التحتية فيه تحتاج إلى الكثير من الدعم”.
الظروف في مخيم كري سبي
يقول مراسل حلب اليوم، إن مخيم “كري سبي” يقع في عين عيسى، وهو أحد المخيمات التي تستقبل العائدين من الخارج، إلا أن المخيم يواجه تحديات كبيرة في توفير الخدمات الأساسية للنازحين.
وأشار إلى أن المخيم يعاني من نقص في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، إلى جانب انعدام توفر الخدمات التعليمية للأطفال.
وأدت الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان إلى تزايد أعداد السوريين الذين يفرون من مناطق القتال، حيث لم تعد الأوضاع هناك آمنة للعيش، وفق إجماع العديد، الذين يتوقعون أن تستمر موجات النزوح إلى سوريا.