شهدت دمشق مؤخراً ارتفاعاً في أجور نقل الخضار والفواكه من المحافظات المنتجة إلى سوق الهال، وذلك نتيجة لأزمة المشتقات النفطية التي قلصت بشكل كبير توزيع مادة المازوت، والتي أثقلت كاهل السكان مع تفاقم الأزمة الاقتصادية.
الأرقام تتحدث
وفقاً لمراسلة حلب اليوم في دمشق، فإن أجرة نقل الخضار والفواكه من المحافظات المنتجة إلى دمشق شهدت زيادة ملحوظة خلال الأيام القليلة الماضية. فعلى سبيل المثال:
ارتفعت أجرة السيارة من اللاذقية إلى دمشق من 1.5 مليون ليرة سورية إلى 3 ملايين ليرة سورية.
أجرة السيارة من طرطوس إلى دمشق ارتفعت من 1.3 مليون ليرة إلى 2.5 مليون ليرة سورية.
أما أجرة السيارة من منطقة الصنمين في درعا إلى دمشق فقد قفزت من 700 ألف ليرة إلى 1.5 مليون ليرة سورية.
تنقل مراسلتنا عن أحد سائقي الشاحنات (رفض الكشف عن اسمه) أن هذه الأرقام عكست ارتفاعاً غير مسبوق في تكاليف النقل، وأن سائقي الشاحنات باتوا مضطرين لشراء ليتر المازوت بسعر يصل إلى 20 ألف ليرة سورية، نتيجة نقص التوزيع من قبل شركات المحروقات، مما دفعهم لرفع أجور النقل لتغطية تكاليف التشغيل.
وبحسب مراسلتنا، فإن ارتفاع أجور النقل كان له تأثير مباشر أيضاً على أسعار الخضار والفواكه في الأسواق، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة تقارب 25% نتيجة دخول تكاليف النقل ضمن الحسابات النهائية للتجار والموزعين، إذ لم يجد التجار بديلاً سوى رفع الأسعار لتعويض الزيادة في تكاليف النقل.
المواطن يدفع الفاتورة
يقول “عمر.ط”، أحد المواطنين في دمشق، لموقع “حلب اليوم”: “كل شيء يرتفع، وكأننا مجبرون على دفع جميع الفواتير. ليس فقط الخضار، بل حتى أسعار الفواكه أصبحت مرتفعة للغاية!”، فيما يضيف “أمجد.ت”: “الوضع أصبح لا يُطاق. كل يوم نشهد زيادة في الأسعار، والمواطن العادي هو من يتحمل كل الأعباء، دون أن نسمع أو نرى حلولاً حقيقية”.
من ناحية أخرى، يرى بعض التجار أن رفع الأسعار أمر لا مفر منه، مُبررين ذلك بزيادة التكاليف عليهم، إذ يقول “أنس.ق”، أحد التجار في سوق الهال، لموقع “حلب اليوم”: “نحن مضغوطون. إذا لم نرفع الأسعار، فلن نتمكن من تغطية تكاليف النقل والمازوت. الوضع صعب على الجميع”.
ومنذ مطلع تشرين الأول، قامت شركة المحروقات بتخفيض مخصصات البنزين لمحطات الوقود في دمشق وريف دمشق بنسبة 35%، وفقاً لمراسلتنا، التي تؤكد أن الأزمة تفاقمت مع الحرب على لبنان، التي أدّت إلى توقف حركة النقل بين لبنان وسوريا، ونتيجة لذلك، ارتفع سعر البنزين في السوق السوداء إلى 30 ألف ليرة للتر الواحد (المهرب من لبنان)، بينما يتراوح سعر لتر البنزين السوري الذي يُهرَّب من محطات الوقود، أو يُباع من قبل السائقين بين 22 و25 ألف ليرة سورية.
يومياً، يراقب السائقون مجموعة على تطبيق “تليغرام” باسم “وين عبيت”، حيث يستطلعون من خلالها محطات الوقود التي تُرسل رسائل أسرع للمسجلين لديها، ومع ذلك، أكد بعض السائقين لمراسلة حلب اليوم أنهم انتظروا نحو 18 يوماً دون أن تصلهم الرسائل، مما اضطرهم إلى تغيير المحطة دون جدوى.