أفادت مصادر “حلب اليوم” أن ميليشيا “فاطميون” قامت خلال الأيام الماضية بالاستيلاء على مدرسة في مدينة القورية، شرقي دير الزور، وتحويلها إلى ثكنة عسكرية.
وأكد مراسل القناة أن عناصر الميليشيا استخدموا المدرسة لتخزين أسلحة ثقيلة، ونقلوا إليها ثلاث دبابات وعدداً من الآليات العسكرية المزودة برشاشات مضادة للطيران من نوع “23 ملم”.
وبحسب مراسلنا فإن هذه الثكنة تُعد الأولى لميليشيا “فاطميون” في مدينة القورية، ويأتي هذا التمركز في سياق تعزيز وجود الميليشيات الإيرانية بالمنطقة، وذلك عقب التهديدات التي أطلقتها هذه الميليشيات ضد قواعد التحالف الدولي شرق الفرات، ملوّحين بتصعيد العمليات العسكرية ضدها.
شهادات من السكان المحليين
بدوره، أفاد أحد سكان مدينة القورية لـ “حلب اليوم” أن المدرسة المستولى عليها كانت سابقاً مكاناً آمناً للأطفال قبل أن تتحول إلى موقع عسكري يُثير الخوف بين الأهالي.
وأضاف قائلاً: “لم نعد نشعر بالأمان بعد تحويل المدرسة إلى ثكنة، فهم يستخدمونها لتخزين الأسلحة، ونحن نخشى أن تصبح هدفاً للقصف في أي لحظة”.
من جهته، ذكر أحد المعلمين في المدرسة، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لحلب اليوم، أن “الميليشيات طردت الكادر التعليمي والطلاب بالقوة”، مشيراً إلى أن الوضع التعليمي في المدينة أصبح كارثياً بعد أن تحولت المدارس إلى مواقع عسكرية.
ما الأسباب؟
في هذا السياق، تحدث الضابط المنشق عن سلطة الأسد، عروة العلي، في تصريح خاص لـ “حلب اليوم”، عن سبب توسع النفوذ الإيراني في سوريا قائلاً: “التوسع الإيراني الذي نشهده اليوم ليس نتيجة قوة ذاتية فقط، بل هو استغلال للفراغ الناجم عن قصف التحالف الدولي وإسرائيل المستمر لمواقع الميليشيات الإيرانية وحزب الله المعروفة في سوريا، وأن ما يحدث هو أن الضربات الجوية المتكررة تُضعف هذه المواقع، مما يدفع طهران لتعزيز وجودها في مناطق جديدة لتعويض الخسائر والحفاظ على نفوذها في سوريا”.
وأشار العلي إلى أن القصف الجوي المكثف يخلق نوعاً من التحدي لإيران، لكنه في الوقت نفسه يدفعها إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة للسيطرة على المزيد من الأراضي السورية، خاصة في المناطق الاستراتيجية مثل دير الزور التي تعتبر ممراً حيوياً للميليشيات المدعومة من إيران بين العراق وسوريا.
هذا ويستمر الأهالي في دير الزور بالتعبير عن مخاوفهم من تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة، وسط غياب الحلول من قبل السلطات المحلية أو الدولية.