عاد ملف اللاجئين السوريين إلى الواجهة في لبنان، بعدما اقترح وليد جنبلاط الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، إجراء حوار مع سلطة الأسد لحل مسألة اللاجئين، ما يراه كثير من اللبنانيين فرصة للخلاص من وجود السوريين على الأرض اللبنانية.
الصحفي السوري محمد الشيخ قال لموقع حلب اليوم “لا يوجد حزب لبناني يريد عودة أو بقاء اللاجئين في لبنان بالعموم، يوجد أحزاب تتخذ من ملف اللاجئين كورقة سياسية داخلية لتحقيق مكاسب على حساب أحزاب أخرى، وبعضها يضغط بهذا الملف لصالح الأسد وهي الأحزاب الموالية والحليفة للنظام السوري”.
صحيفة الشرق الأوسط نقلت عن النائب بلال عبد الله، عضو كتلة نواب الحزب التقدمي الاشتراكي (اللقاء الديمقراطي)، قوله “إن مقترحات التفاوض مع النظام السوري، تنطلق من الوثيقة التي أصدرناها بهذا الخصوص، والتي تنمّ عن حرص على المصلحة الوطنية اللبنانية من خلال الإقرار بالعبء الاقتصادي لهذا النزوح ومشاكله على الصعيد الديموغرافي وغيرها، وما يتركه من هواجس لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين في ظل تراجع المجتمع الدولي عن مسؤولياته، وفي الوقت نفسه في ظل عدم حماسة النظام السوري لإعادة النازحين”.
أما عضو كتلة نواب التيار الوطني الحر (تكتل لبنان القوي)، النائب جيمي جبور، قال “نحن نتفق مع جنبلاط جزئياً، مع إدراكنا أن هذه المواقف متأخرة، لكنها قد تكون مفيدة لإقناع الحكومة اللبنانية بالتعامل جدياً مع هذا العبء الكبير، الذي يشكله الوجود السوري غير الشرعي على الأراضي اللبنانية، ونؤكد على أن الجيش اللبناني هو يتحمل مسؤولية ضبط الحدود السائبة بين لبنان وسوريا، وهو يحتاج بذلك إلى قرار سياسي لم تُقْدم عليه الحكومة اللبنانية حتى الآن”.
وعلق الصحفي محمد الشيخ على هذا التوافق بقوله “هناك ضغط وتسليط إعلامي من أحزاب وشخصيات لبنانية، على إبراز أن الحل الوحيد للاجئين بلبنان هو الأسد، وبالتالي العزف على نوطة الأسد حولهم في رفع العقوبات وإعادة الإعمار والتطبيع السياسي، بينما يروّج آخرون من الأحزاب إلى أن الأسد لا يريد اللاجئين، ويضغطون على الحكومة لتحصيل مكاسب بملفات سياسية أخرى كحال حزب القوات”.
النائب مارك ضو عضو كتلة (تحالف التغيير)، قال إنه لا يمانع التفاوض مع النظام السوري، وشدد على أنه ضرورة قصوى لإيجاد حل لمشكلة اللاجئين السوريين في لبنان، وأكد ضو على أن “التفاوض يجب أن يكون مشتركاً بين الدول العربية التي استقبلت اللاجئين السوريين، وكذلك يجب أن يشمل التفاوض تركيا للوصول إلى حل شامل للموضوع، لا حل ثنائي بين لبنان والأسد”.
الصحفي محمد الشيخ أكد أن “الفائدة اليوم هي لصالح الأسد، بما يحصل ضد اللاجئين في تركيا ولبنان، ويستغل ذلك بملفات منها التطبيع مع أوروبا ورفع العقوبات والبدء بإعادة الإعمار، إضافة إلى أن بشار الأسد، لن يعيد اللاجئين قبل رفع العقوبات والتطبيع السياسي وإعادة الإعمار، وعودته إلى الساحة الدولية كما يريد وكان قبل 2011، كما يريد هو”.
ويعيش لبنان حالة من عدم التوافق بما يخص اللاجئين السوريين، لما يمثله هذا الملف من ورقة ضغط داخلية وخارجية، إضافة إلى الحملات الموجهة ضد السوريين، خاصة في مناطق نفوذ حزب الله والأحزاب المتحالفة مع الأسد، وما يسوّق له من تسبب اللاجئين السوريين في لبنان من مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية بين الفرقاء اللبنانيين.