تستمر إسرائيل بهجماتها على مواقع الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له في سوريا موقعة عشرات القتلى والجرحى وخسائر مادية عسكرية، وأعلنت مصادر تابعة لسلطة الأسد عن مقتل 16 عنصراً، في أربع هجمات شنها سلاح الجو الإسرائيلي على مواقع عسكرية قرب مدينة مصياف وسط سوريا، فيما قالت مصادر غير رسمية، إن الحصيلة بلغت 25 شخصاً بينهم عناصر من الحرس الثوري وحزب الله اللبناني، وأكثر من 10 عناصر ينتمون لميليشيات سورية تابعة لإيران.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مسؤول أمني في سلطة الأسد قوله “إن المكان المستهدف هو مركز البحوث العلمية في مدينة مصياف بريف حماة، حيث يوجد فيه ضباط إيرانيون منذ 6 سنوات، ومجمل عملهم في تطوير الصواريخ الدقيقة قصيرة ومتوسطة المدى والطائرات المسيّرة، ولا علاقة للمركز بإنتاج السلاح الكيماوي”.
إسرائيل شنت مئات الهجمات الجوية والصاروخية ضد أهادف تابعة لإيران في سوريا منذ عام 2017، أهم تلك الضربات هو استهداف السفارة الإيرانية في دمشق، حيث قتل عدد من قيادات الحرس الثوري الإيراني على رأسهم رضي موسوي القائد الفعلي للقوات الإيرانية في سوريا.
ورغم الردود الخجولة التي تعلن عنها إيران ضد الهجمات الإسرائيلية التي أودت بحياة العشرات من قياداتها العسكرية في سوريا، القوات الإيرانية وفي إطار دعمها لبشار الأسد في حربه على السوريين، فإنها تستخدم الأراضي السورية لبث دعاية “المقاومة” التي تروجها لمؤيديها، وتصدير فكرة دعم ما يسمى “محور المقاومة” الذي استهدف الشعوب العربية في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
الخبير العسكري العقيد أحمد حمادة قال لموقع حلب اليوم “إن المواقع العسكرية ومواقع البحوث العلمية السورية فيها خبراء إيرانيون، جاؤوا بعد الخبراء الروس والكوريون بعد عام ألفين وأحد عشر وبدأوا تطوير الأسلحة هناك”.
وأضاف الحمادة “هناك خروقات استخباراتية كبيرة في البنية الأمنية لنظام الأسد، بدون هذا الخرق إسرائيل لا تنفذ ضربات بهذه الدقة، وهذه المنطقة تعرضت لعدة هجمات ودائماً كان المستهدفون إيرانيون يعملون في تطوير أنواع عديدة من الصواريخ والطائرات المسيرة، إضافة لوجود مخازن أسلحة متنوعة”.
الصحفي السوري فراس العلاوي قال لموقع حلب اليوم “تعتبر الهجمات الإسرائيلية على ريف حماة بمدينة مصياف، وعلى مركز البحوث العلمية بالذات وعلى طرطوس، من الهجمات الأوسع في الفترة الأخيرة أو السنوات الأخيرة على الأراضي السورية، اعتقد أن هناك عملية استخباراتية واسعة ينفذها الإسرائيليون في سوريا”
وأضاف العلاوي “إسرائيل باتت تعلم بجميع التحركات الإيرانية في سوريا، من إعادة تموضع لقواتها وميليشياتها وتعرف ايضاً عمليات التنسيق بين هذه الميليشيات لتنفيذ عمل ما، لذلك فإن هذه الهجمات تستهدف تقطيع اوصال الميليشيات وعزلها عن بعضها، وعن مصادر تمويلها بالأسلحة”.
واستشهد العلاوي في حديثه باستهداف إسرائيل ضباط الارتباط بين إيران وجزب الله وسلطة الأسد، وأكد ان الخطوة التالية من استراتيجية الاستهداف المستمر هو تدمير البنية التحتية لهذه القوات والميليشيات وبالتالي إفراغها من قوتها ودعمها اللوجستي، الأمر الذي قد يتسبب في تركها معزولة بشكل تام.
ومنذ سنوات شنت إسرائيل مئات الهجمات بسلاح الجو والصواريخ، على اهداف تابعة لإيران وميليشياتها في سوريا، الأمر الذي تسبب بمقتل العشرات من القيادات الإيرانية رفيعة المستوى، وأيضاً خلفت خراباً كبيراً في البنى التحتية السورية.