أصدرت حملة أنقذوا الأرواح التي أطلقها عدد من الكوادر الطبية وناشطين في المجال الإنساني في شمال غرب سوريا، أصدرت بيانا منذ يومين، أوضحت فيه أن عدد المشافي التي ستتوقف مع نهاية شهر أيلول الجاري سيصل إلى 9 مستشفيات، وذلك بسبب انقطاع الدعم.
وأضاف البيان أن 12 مركزا للرعاية الأولية يخدم أكثر من 200 ألف مستفيد، و8 مراكز علاج فيزيائي تخدم 1700 مستفيد، واثنين من بنوك الدم، ستتوقف أيضا، لافتا إلى أن خروج هذه المنشآت عن الخدمة سيزيد الضغط على المنشآت الأخرى التي ما تزال تتلق الدعم، ما قد يهدد بعجزها عن تخديم كافة المرضى.
وتوقع القائمون على الحملة في بيانهم زيادة أعداد المنشآت الطبية الآيلة للإغلاق، وسيصل عددها إلى 136 من بينها 42 مركزاً يقدم خدمات الصحة الإنجابية، بحسب البيان.
ويستفيد من هذه المنشآت نحو 5 ملايين شخص، بينهم 3.5 مليون نازح ومليونين منهم يعيشون ضمن مخيمات قرب الشريط الحدودي مع تركيا.
وحذر البيان من توقف برنامج اللقاح الروتيني مع بداية العام القادم ما سيحرم مئات آلاف الأطفال في المنطقة من اللقاحات الضرورية المنقذة للحياة، ولا سيما لقاحات شلل الأطفال والسحايا والسل والحصبة ولقاح التهاب الكبد الوبائي وغيرها من اللقاحات الحيوية، ما يهدد بعودة انتشار تلك الأمراض في المنطقة وامتدادها إلى الدول المجاورة.
يقول خالد محمد مهجر قسريا، ويقطن في أحد مخيمات شمال غرب سوريا إن توقف دعم القطاع الصحي والنقاط الطبية التي تقدم خدماتها مجانا للعائلات سوف يؤدي إلى كارثة إنسانية يتأثر بالدرجة الأولى فيها قاطنو المخيمات في ظل حاجتهم الكبيرة لنقاط طبية مجانية.
وأضاف محمد أن الكثير من العائلات تعجز عن تأمين كلفة تلقي الخدمات الطبية أو إجراء العمليات الجراحية في المراكز والمشافي الخاصة.
وفي سياق متصل، أعلنت إدارة مشفى باب الهوى عن توقف تمويلها في نهاية شهر أيلول الجاري مشيرةً إلى أن توقف التمويل يهدد استمرارية تقديم الخدمات الحيوية لأكثر من 1.7 مليون شخص بينهم المهجرون داخليًا والقاطنون في المخيمات المحيطة.
وأكدت إدارة المشفى عبر بيانها أنها تبذل جهودًا كبيرة بالتعاون منظمة SAMS لضمان استمرارية الخدمات الطبية دون انقطاع منوهةً إلى الجهود المحورية في مواجهة النقص الحاد في التمويل الذي يهدد إغلاق الخدمات الطبية بشكل كامل وأنها تسعى جاهدة لاكتشاف كافة السبل الممكنة لخلق فرص تمويل جديدة والحفاظ على هذه الخدمات الحيوية.
بدورها، كشفت الجمعية الطبية السورية الأمريكية سامز الداعمة لمشفى باب الهوى لموقع حلب اليوم عن سبب تخفيض وإيقاف الدعم عن مشفى باب الهوى بشكلٍ خاص وعن القطاع الصحي بشكل عام، وذلك بسبب توقف بعض المانحين والداعمين الدوليين عن تقديم الدعم المخصص للمشاريع الإنسانية؛ وبالتالي توقف العديد من الجمعيات والمنظمات عن تقديم التمويل المطلوب للعديد من المشافي والنقاط الطبية في شمال غرب سوريا.
وأوضحت سامز أهمية مشفى باب الهوى الذي يقدم خدمات طبية إلى نحو 1.7 مليون شخص في مختلف مناطق محافظة إدلب بما في ذلك النازحين داخليًا.
وأكدت سامز أن المستشفى يقدم خدمات طبية واسعة وأساسية منها الجراحات وعلاج الأمراض المزمنة والطارئة، كما يوجد بالمشفى 115 سريرًا للمرضى المقيمين بما في ذلك وحدة العناية المركزة بسعة 14 سريراً ما بين داخلية وجراحية.
ونوهت سامز إلى أن إغلاق المشفى يهدد بحرمان ربع سكان المنطقة من الخدمات الطبية الحيوية حيث يقدم المشفى ما يقرب من 36,854 خدمة شهرياً، بما في ذلك 13,900 استشارة طبية و850 حالة مبيت داخل المشفى.
وتشمل الخدمات، العلاجات الكيميائية وجلسات غسيل الكلى، والجراحات، ويستفيد منها نحو 7,700 مستفيد شهرياً.
وأكدت سامز أن مشفى باب الهوى لا يقتصر على كونه مركزًا للعلاج فحسب، بل هو مركز حيوي يقدم مجموعة شاملة من الخدمات الصحية تشمل:
– علاجات الأورام وجلسات غسيل الكلى.
– خدمات طبية طارئة متاحة على مدار الساعة.
– جراحات متخصصة وعامة، وبشكل أساسي الإصابات الناتجة عن الهجمات.
– خدمات لا تقدمها أي مشافي أخرى (كخدمة جراحة الأطفال)، وعمليات العين المعقدة (عمليات الشبكية).
– خدمات الرعاية النفسية والعقلية.
وأضافت إدارة مشفى باب الهوى عبر بيانها الذي أصدرته أن الكوادر الطبية في شمال غرب سوريا عملت في ظروف قاسية وصعبة ومهددة للحياة مشيرةً إلى أنه ليس فقط الحرب العامل الوحيد لتوقف عمل الكوادر الطبية بل أصبح هناك خطر توقف التمويل والدعم وهذا ما يهدد مواصلة عمل الكوادر الطبية في شمال غرب سوريا.
يذكر أن مديرية صحة إدلب بجميع كوادرها الطبية طالبت المجتمع الدولي والمانحين الدوليين بضرورة تحمل مسؤولياتهم تجاه أكثر من 5 ملايين مدني يعيشون في هذه المنطقة، والعمل لعدم حرمانهم من الخدمات الطبية المجانية المنقذة للحياة، في ظل مأساة إنسانية مستمرة منذ 13 عامًا وغياب الإرادة الدولية الحقيقية لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية بحق المدنيين في منطقة شمال غربي سوريا.