عقد رئيس شعبة المخابرات العامة بدمشق التابع لسلطة الأسد، اللواء حسام لوقا، اجتماعا مطولاً مع أهالي ووجهاء مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، مطلع الأسبوع الجاري، مهدّداً بإجراء عمل عسكري يطال المطلوبين من أبنائها الذين رفضوا الخضوع لتسوية أوضاعهم ضمن المركز الذي اُفْتُتِح أواخر الشهر الفائت.
وأفاد مراسل حلب اليوم في حمص، أن لوقا طالب خلال اللقاء أهالي المدينة بضرورة العمل على حث جميع من يمتلكون أسلحة لتسليمها إلى الجنة العسكرية الموجودة ضمن مركز ناحية تلبيسة خلال مدة أقصاها يوم الخميس الموافق29/08/2024، مهددا بأن يصبح كل من يخالف أوامره هدفاً للأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لسلطة الأسد.
وخلال اللقاء، أكد رئيس فرع الأمن العسكري ٢٦١، المدعو فراس الحسن، الذي تسلم منصبه مؤخراً خلفاً للعميد “محمد سليمان قنا” عن استعداده وعناصره لتنفيذ أولى مهامه بمحافظة حمص برفقة عناصره داخل مدينة تلبيسة، وذلك وفقا لتوجيهات القيادة العسكرية والسياسية لدى سلطة الأسد، الأمر الذي اعتبره أبناء المدينة تهديداً مباشراً في حال لم يمتثلوا لطلبات الوفد الأمني.
بدوره، أكّد عبد الغفار.ص أحد سكان مدينة تلبيسة لحلب اليوم أن الأهالي يرفضون بشكل قاطع دخول قوات سلطة الأسد إلى المدينة وتنفيذ أي عمل عسكري أو أمني يطال أبناء المدينة التي تضم قرابة ١٥٠٠ شخص من متخلفين عن أداء الخدمتين الإلزامية والاحتياطيةـ فضلاً عن وجود المئات من المنشقين عن قوات الأسد.
ولفت عبد الغفار إلى أنه لا يوجد ثقة بالتعامل مع الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لسلطة الأسد التي سبق أن اعتقلت المئات من أهالي المنطقة منذ عام ٢٠١٨ ولغاية الآن، على الرغم من تسوية أوضاعهم، وما زالوا يقبعون ضمن السجون لغاية الآن.
بدوره، أكّد مراسل حلب اليوم وصول تعزيزات أمنية وعسكرية إلى أطراف مدينة تلبيسة خلال اليومين الماضيين بالتزامن مع وصول تهديدات من قبل رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في حمص اللواء أحمد معلا مؤلفة من عناصر فرع المداهمة وعناصر القوات الخاصة، والذين تراوح عددهم ما بين ١٠٠-١٥٠ عنصراً لغاية الآن.
تجدر الإشارة إلى أن أهالي المدينة حملوا في وقت سابق الأجهزة الأمنية المسؤولية المباشرة عن أي تصعيد تشهده المنطقة في حال تنفيذ العمل العسكري، وطالبوا روسيا بتحمل مسؤوليتها ومنع سلطة الأسد من تنفيذ تهديده باعتبار المنطقة مدرجة ضمن مناطق خفض التصعيد التي تم ضمنها توقيع اتفاق المصالحة بين فصائل المعارضة السورية وقوات سلطة الأسد بموجب ضمانة روسية.