حلب اليوم – خاص
كشف مراسل “حلب اليوم” في حمص عن عملية انسحاب مفاجئة لعناصر ميليشيا حزب الله اللبناني من إحدى المزارع التي كانت تحت سيطرتهم في بلدة آبل بريف حمص الجنوبي، وذلك مساء يوم السبت، المصادف 10 آب/أغسطس.
وأوضح أن العناصر المنسحبة توجهوا إلى داخل حرم مطار الضبعة الذي تسيطر عليه الميليشيا منذ بداية عام 2014.
ونقل مراسلنا عن مصدر عسكري، رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن الحزب أزال جميع التجهيزات من المزرعة، بما في ذلك أبراج الإشارة ومنصات المراقبة، بالإضافة إلى رادار متوسط الحجم كان قد وُضع على إحدى التلال المجاورة للمزرعة.
ورجح المصدر أن يكون هذا الانسحاب في إطار استعدادات لمواجهة احتمال استهداف النقطة من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية، مما دفع الحزب إلى إزالة المعالم ونقل معداته إلى المنشآت المحصنة المخصصة لحماية الطائرات الحربية داخل مطار الضبعة.
وأكّد مراسلنا أن ميليشيا حزب الله حولت خلال السنوات الماضية مطار الضبعة والقرى المحيطة به إلى منطقة عسكرية تعج بالقطع العسكرية والمستودعات التي تحتوي على الأسلحة والذخائر القادمة من إيران، والتي تُنْقَل بشكل دوري إلى الضاحية الجنوبية في لبنان، التي تعتبر المعقل الرئيسي للحزب.
وفي السياق ذاته، أكد حسام.ص، وهو مهندس زراعي من سكان قرية آبل، أن قريته تحولت منذ سنوات إلى منطقة عسكرية بعدما قام عناصر الفرقة الرابعة والأمن العسكري التابعين لقوات سلطة الأسد، وميليشيا حزب الله، بنصب عشرات الحواجز العسكرية على الطرقات الترابية والرئيسية المؤدية إلى المنطقة.
ولفت حسام إلى أن قريته تعتبر من أبرز القرى التي مُنع سكانها من العودة إليها، حيث أجبرتهم الحرب على مغادرتها منذ عام 2013، بينما سُمح لعدد محدود من سكان القرى المحيطة بها، مثل “المباركية والبويضة الشرقية”، بالعودة بناءً على ولائهم لأفرع مخابرات سلطة الأسد، فيما لا تزال عشرات العائلات تقيم في مناطق النزوح حتى اليوم.
تجدر الإشارة إلى أن الموقع الذي انسحبت منه عناصر ميليشيا حزب الله كان قد تعرض لغارة جوية إسرائيلية منتصف العام الماضي، ما أدى وقتها إلى وقوع انفجارات متتالية جراء استهداف مستودع ذخيرة على أطرافه.