حلب اليوم – خاص
في إطار استمرار حالة الفلتان الأمني وانتشار السلاح بين السكان، شهدت بلدة الحمرات بريف حمص الشرقي جريمة قتل مروعة، حيث أقدم أحد أبناء البلدة، المعروفة بطابعها العشائري، على قتل زوج ابنة عمه، المدعو “عدي شدخان” من أهالي قرية عزّ الدين، إثر خلاف شخصي بينهما.
وذكر مراسل “حلب اليوم” في حمص أن الحادثة أسفرت عن توتر أمني بين أبناء العشائر شرق المحافظة، وذلك بعد أن وقع خلاف بين المدعو عدي وزوجته، ما دفع ابن عمها إلى التدخل بإطلاق النار عليه مباشرةً أمام جمع من الأهالي الذين كانوا يستعدون لحضور حفل زفاف في قرية عزّ الدين.
وأوضح مصدر محلي مقرب من عائلة القتيل لمراسلنا أن عدداً من الشبان المرتبطين بالقاتل قرروا مغادرة منازلهم في قرية الحمرات، متجهين إلى قرى وبلدات مختلفة في ريف حمص الشرقي، تجنباً لأي رد فعل انتقامي من عائلة القتيل، وفي الوقت ذاته، بدأت مجموعة من وجهاء عشائر النعيم والعكيدات مساعٍ للتوصل إلى حل عشائري بين العائلتين، حسب العرف السائد.
وأضاف المصدر أن الحل العرفي بين أبناء العشائر يتضمن عادة دفع دية مالية لعائلة القتيل، تليها مغادرة القاتل للمنزل والقرية التي يسكنها، لضمان عدم مواجهته أي فرد من أفراد عائلة القتيل، وذلك كإجراء لحقن الدماء.
وأشار إلى أنه وفي حال طالبت عائلة القتيل بمغادرة جميع أفراد عائلة القاتل لمنازلهم، يتعين على العائلة الانصياع لتجنب أي فورة دم من قبل أقارب القتيل.
وفي سياق متصل، أكد مراسل حلب اليوم أن انتشار الأسلحة بشكل عشوائي بين أفراد المجموعات القتالية الداعمة لقوات سلطة الأسد، أدّى إلى وقوع العديد من جرائم القتل، في ظل غياب أي محاسبة قانونية من قبل أجهزة الأمن التابعة لسلطة الأسد، إذ تسبب هذا الوضع بانتشار ظاهرة ترويع المدنيين وإزهاق أرواحهم من قبل عناصر الميليشيات، الذين يتمتعون بحماية بسبب انتمائهم لتلك المجموعات.
الجدير بالذكر أن أهالي محافظة حمص، ولا سيما المناطق الريفية، قد وجهوا في فترات سابقة العديد من المناشدات لأجهزة الأمن، مطالبين باتخاذ خطوات جادة لمنع حمل السلاح، إلا أن هذه المناشدات لم تلقَ أي استجابة، بحسب ما أفاد مراسلنا.