حلب اليوم – خاص
شهدت أسعار لحم الفروج في مدينة القامشلي بريف الحسكة الخاضعة لسيطرة قسد، تقلبات ملحوظة خلال الأيام القليلة الماضية، مما زاد الضغوط الاقتصادية على الأسر. يُعزى هذا التذبذب إلى عدة عوامل، أبرزها انخفاض قيمة الليرة السورية وتأثيرها في تكاليف الاستيراد وتغذية الفروج، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار وطرح تساؤلات حول أسبابها.
أسباب تذبذب الأسعار
بحسب مراسلة حلب اليوم في القامشلي، فقد بلغ سعر كيلو الفروج في القامشلي اثنين وأربعين ألف ليرة سورية، بعد أن انخفض إلى ما دون ثلاثين ألف ليرة طوال الشهر الماضي.
وأشارت إلى أن العديد من محلات الفروج في القامشلي رفضت، يوم الاثنين 29 تموز/يوليو، التصريح عن أسعار الفروج أو بيعه، متحججةً بانتهاء الكمية، على الرغم من وجود دجاج حي في الأقفاص.
التقت مراسلتنا بمالك إحدى المداجن على طريق الحسكة، المدعو “أبو كنان”، الذي أكّد أن الفروج الواحد الذي يزن حوالي 2.5 كيلو غرام يستهلك 4 كيلوغرامات من العلف خلال فترة تربيته التي تستغرق حوالي خمسة وأربعين يوماً.
وأضاف أن تقلبات الطقس أثرت إلى حد بعيد على إنتاج المداجن المحلية، خاصةً ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت 40 درجة مئوية، موضحاً أنه يتم استيراد الفروج من مناطق مثل الباب ومنبج والرقة وفقاً للأسعار في تلك المناطق، التي تختلف حسب الظروف الجوية والموسمية، إضافة إلى تكلفة التعرفة الجمركية وأجور النقل.
تداعيات الارتفاع على السوق والمستهلكين.
أوضح سليم حسين، صاحب محل لبيع الفروج في مدينة القامشلي، لقناة حلب اليوم قائلاً: “بعد الانخفاض الكبير الذي شهدته أسواق الفروج في المنطقة عموماً، الشهر الماضي، ووصول سعر الكيلو إلى ما بين 28 وثلاثين ألف ليرة، ارتفع اليوم على نحو مفاجئ إلى اثنين وأربعين ألف ليرة في المدينة والحسكة عموماً”.
وأرجع حسين سبب هذا الارتفاع إلى شراء الفروج الحي بأسعار “باهظة جداً” من المداجن الموجودة في المنطقة، مما انعكس سلباً على أسعار البيع للمستهلكين.
وبحسب مراسلتنا، فإن أهالي الحسكة أطلقوا يوم الجمعة الماضية حملة لمقاطعة شراء لحم الفروج حتى انخفاض سعره، منوهةً إلى أنه على الرغم من ذلك، لم يشهد سعر الفروج أي انخفاض، بل أغلقت محلات بيع الفروج في المدينة أبوابها.
يقول محمود العلي، وهو بائع خضروات في القامشلي، لحلب اليوم، إن “ارتفاع أسعار الفروج أصبح عبئاً كبيراً على ميزانية العائلة، إذ كنا نعتمد على الفروج كمصدر رئيسي في الأكل، لكن مع هذه الأسعار لم يعد بمقدورنا شراؤه بانتظام، ولذلك نأمل أن تستمر الحملة، وتؤتي ثمارها قريباً”.
بدورها، أوضحت سعاد إبراهيم، ربة منزل، أن الفروج بات يفوق قدرتهم الشرائية، لذا فهم يضطرون للبحث عن بدائل أرخص، خاصة أن الفروج كان جزءاً أساسياً من غذائهم، ولكن الآن أصبح ترفاً لا يستطيعون تحمل تكاليفه، وأضافت: “نحن بحاجة إلى تدخل عاجل لضبط الأسعار وجعلها في متناول الجميع”.
الضغط على التجار
هذا وأكد سامر الأحمد، أحد الناشطين في حملة المقاطعة، لقناة “حلب اليوم”، أن الحملة تهدف إلى ممارسة ضغط كبير على التجار لتخفيض أسعار لحم الفروج.
وقال الأحمد: “نحن نسعى جاهدين لخفض الأسعار من خلال هذه الحملة، لكننا نواجه تحديات كبيرة، حيث يبدو أن التعاون بين المداجن ومحلات البيع يشكل حاجزاً أمام تحقيق أهدافنا”.
وأضاف الأحمد: “على الرغم من الصعوبات التي نواجهها، فإننا مصممون على الاستمرار في هذه الحملة، حتى نرى نتائج ملموسة. نحن نؤمن أن الضغط المستمر والمشاركة المجتمعية يمكن أن يساهما في إحداث تغيير حقيقي على الأسعار.”
وأشار إلى أن الحملة تشمل أيضاً التوعية بأهمية مقاطعة الأسعار المرتفعة وتشجيع الناس على البحث عن بدائل أقل تكلفة.
ووفقاً لأحدث التقارير، وصل سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد إلى خمسة عشر ألفًا ومئتين وتسعين ليرة سورية شراء، وخمسة عشر ألفًا وثلاثمئة وتسعين ليرة مبيع في أسواق مدينة الحسكة، وهو ما ساهم في ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية بشكل عام.