حلب اليوم – خاص
تفاقمت ظاهرة انتشار الكلاب المسعورة في عدة مدن وبلدات بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، خلال الأيام القليلة الماضية، حتى باتت تشكل خطرا على سلامة وصحة السكان، وخاصة الأطفال وكبار السن، ما أثار قلق الأهالي.
وأفادت مراسلة قناة حلب اليوم بأن محافظة الحسكة شهدت خلال الأيام القليلة الماضية عشرات الحالات لسكان تعرضوا لاعتداءات من الكلاب الضالة، سواء في الريف، أو في عدة أحياء وسط مدينة القامشلي.
غياب اللقاحات
السيدة سناء العدنان، من سكان حي الخليج وسط مدينة القامشلي، تحدثت لقناة حلب اليوم عن حادثة تعرض ابنها البالغ من العمر 9 سنوات لمطاردة من قبل كلب مسعور أثناء ذهابه إلى محل قريب من منزلهم في الساعة السادسة مساء. حينها خرجت السيدة سناء على صراخ ابنها لتجد أن كلبا كان يحاول عضه، ولولا تدخل أحد سكان الحي في ذلك الوقت، لكانت العواقب أسوأ.
وأوضحت أنها توجهت إلى المستشفى لتلقيح ابنها خوفا من أن يكون الكلب قد لمس جسده، لكنها فوجئت بعدم توفر اللقاح في عدة مستشفيات في المدينة، مما اضطرها إلى الذهاب إلى مستشفى خاص، حيث بلغت التكلفة أكثر من 200 ألف ليرة سورية.
مراسلتنا أكدت أن هذا الوضع بات يثير مخاوف الأهالي ليس فقط من تعرضهم لهجمات الكلاب، ولكن أيضا من احتمال أن تكون هذه الكلاب مصابة بأمراض خطيرة.
تقول مراسلتنا إنه في حي الهلالية أيضاً، تعرض رجل مسن لعضة كلب قبل عدة أيام، ونقل إلى المستشفى الوطني لتلقي العلاج.
وأوضحت أنه يوميا تصل حالات جديدة إلى مشافي المدينة والقامشلي لأشخاص تعرضوا لهجمات من هذه الكلاب.
ما سبب انتشار الكلاب؟
شفان سعدون، أحد سكان مدينة القامشلي، قال لقناة حلب اليوم إن الكلاب الضالة باتت تتجول بأعداد كبيرة في أحياء وشوارع المدينة، مما يثير الرعب بين السكان، خصوصا الأطفال الذين يتعرضون للعض والخوف من الخروج من منازلهم.
وأشار شفان إلى غياب أي تدخل من الجهات المعنية، موضحا أن السبب الرئيسي لتجمع الكلاب هو أكوام النفايات والقمامة التي لا تجمعها البلدية بانتظام.
وزاد: قد تأتي سيارة البلدية لجمع القمامة في الحي مرة واحدة في الأسبوع، أو لا تأتي إطلاقا، ما يجعل الأحياء السكنية ملاذا للكلاب الشاردة التي تثير الرعب لدى الجميع، فضلا عن نقلها للأمراض المعدية والسارية.
يشتكي الأهالي من انتشار الكلاب الذي لم يعد يقتصر على الأحياء فقط، بل أصبح من الشائع رؤية الكلاب نهارا وليلا في المدينة، موجودة في الأسواق وعند مداخل المحال والعيادات، وفقا لمراسلتنا.
ويُعرض داء الكلب أنه مرض فيروسي معدي ينتقل من الحيوانات المسعورة أو المصابة بداء الكلب إلى البشر والحيوانات الأليفة الأخرى عن طريق الخدش أو العض، إذ يظهر على شكل التهاب في الدماغ بعد فترة الحضانة وتظهر أعراض مثل صداع وفرط الحركة أو الخمول، وقد يؤدي إلى الوفاة في حال عدم معالجته، وفقاً للدراسات العلمية.
ماهي مخاطر؟
وفي هذا السياق، أوضح نزار عبد الرحمن، طبيب أطفال في المدينة، أن التعامل مع عضة الكلب يجب أن يتم بسرعة وجدية.
وأضاف أن الطفل يحتاج إلى تنظيف الجرح بدقة، ويتطلب الأمر استخدام مضادات حيوية وتلقي تطعيمات خاصة ضد داء الكلب والكزاز، إذ يمكن أن تسبب عضة الكلب جروحا عميقة ومؤلمة، وقد تؤدي إلى تلف العضلات والأنسجة، مما قد يستدعي تدخلا جراحيا لترميم الجرح.
زيادة على ذلك، أوضح الطبيب أن الأطفال أكثر عرضة للعدوى؛ بسبب ضعف جهازهم المناعي مقارنة بالبالغين، ويمكن أن تسبب عضة الكلب التهابات بكتيرية شديدة مثل تلك الناتجة عن الباستوريلا والبكتيريا العنقودية.
وسبق أن توفي الطفل “خالد محمد العبد الله” من المهجّرين في مخيم زوغرة بمنطقة جرابلس شمال شرقي حلب، في 17 أيار العام الماضي، وذلك بعد أيامٍ من تعرّضه لـ”عضة كلب” في المخيم، كما توفي طفل آخر أيضاً يبلغ من العمر 15 عاماً، أواخر عام 2022، من جرّاء “عضّة كلب” تعرّض لها في مدينة اعزاز شمالي حلب.






