حلب اليوم – خاص
كشفت مراسلة حلب اليوم في السويداء تفاصيل جديدة تتعلق بجريمة اغتيال قائد لواء الجبل، مرهج الجرماني، الذي قُتل داخل منزله في مدينة السويداء في ظروف غامضة يوم الأربعاء الماضي. إذ تُشير المعلومات التي حصلت عليها مراسلتنا إلى تورط سلطة الأسد في جريمة القتل.
تفاصيل العملية
ووفقاً لمصادر مقربة من العائلة تحدثت مع مراسلتنا، كان الجرماني يعيش مع زوجته وابنته في منزل نائي في حي الخريج شرقي المدينة، وقد وُجد مقتولاً جراء طلقة نارية في الرأس من مسدس مزوّد بكاتم صوت عند حوالي الساعة الخامسة و45 دقيقة صباحاً من فجر يوم الأربعاء.
تؤكد المصادر أن عملية اغتيال الجرماني كانت مدبرة منذ فترة طويلة. ففي الشهر الماضي، وُضِع السم في طعام كلاب الحراسة بمنزله، ما يشير إلى تخطيط مسبق للعملية. كما أفادت المصادر أن الجرماني تلقى تهديدات بالتصفية من قبل أجهزة أمن سلطة الأسد عبر هاتفه الخاص.
وأفادت المصادر أيضاً بأن الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها فرع أمن الدولة، بدأت قبل أسبوعين من وقوع الجريمة بإطلاق حملة تشهير ضد الجرماني على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أُنْشِئَت صفحة مزيفة باسم مرهج الجرماني لنشر معلومات زائفة عنه.
أساليب تصفية
الناشط المدني مازن سلامة من السويداء أوضح في تصريح خاص لقناة حلب اليوم أن “سلطة الأسد تتبع استراتيجية محددة لتصفية أي شخص يعارضها في محافظة السويداء. إذ تبدأ هذه الاستراتيجية بحرق سمعة الشخص المستهدف اجتماعياً عبر نشر معلومات زائفة عنه، مما يهيئ البيئة المناسبة لإضعافه أو القضاء عليه.”
وأشار سلامة إلى أن هذا الأسلوب لم يكن جديداً، حيث سبق أن شهدنا تطبيقه في قضية قائد قوات حركة رجال الكرامة، وحيد البلعوس، في عام 2015. حينها، اتهمت سلطة الأسد البلعوس بالعمالة والخيانة، وهي تهم كان الهدف منها تشويه سمعته وتقويض تأثيره؛ بسبب مواقفه المعارضة لسلطة الأسد.
الناشطة المدنية سلمى شريف من السويداء قالت لقناة حلب اليوم: “لقد تبين لنا مؤخراً أن سلطة الأسد تعتمد على شبكة من العملاء المحليين لنشر الإشاعات والأخبار الكاذبة حول الأفراد المستهدفين قبل تنفيذ أي عملية تصفية. إذ تعمل هذه الشبكة على زرع الفتنة بين المجتمعات المحلية، وتحرض الناس ضد المعارضين.”
بالإضافة إلى ذلك، تشير الأدلة وفقاً للناشطة شريف إلى أن سلطة الأسد تستهدف أفراداً بعينهم بناءً على نشاطهم في المجتمع المدني أو دعمهم لمطالب الشعب السوري، مما يدل على أن عمليات التصفية لم تعد مقتصرة على الشخصيات العسكرية فحسب، بل تشمل أيضاً النشطاء المدنيين الذين يعارضون سياسات سلطة الأسد.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الطريقة في التعامل مع المعارضين قد أسفرت عن العديد من الحوادث المماثلة في المنطقة، مما يبرز نمطاً مستمراً من الإجراءات القمعية التي تنتهجها سلطة الأسد للتعامل مع معارضيها، وفقاً لمراسلتنا.
من هو مرهج الجرماني؟
يُذكر أن مرهج الجرماني كان من أبرز قادة الحراك الشعبي الذي انطلق في أغسطس 2023، حيث دعا إلى الاحتجاج ضد سلطة الأسد، وأيد إضراباً عاماً لتحقيق مطالب الشعب السوري. كما شارك في معارك مهمة في السويداء، بما في ذلك معركة ضد تنظيم داعش عام 2018 ومعركة ضد عصابات الخطف في عتيل.
وكان الجرماني معروفاً بسمعته الطيبة ومساعدته للمحتاجين، حيث وصفه المقربون بأنه من أصحاب الأيادي البيضاء.