حلب اليوم – خاص
أعلنت إدارة مستشفى الحسكة الوطني، الذي يقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية (الواجهة المدنية لقوات سوريا الديمقراطية)، عن فرض رسوم مالية جديدة على خدماته الصحية، بعدما كانت هذه الخدمات تُقدّم مجانًا، إذ شملت الرسوم الجديدة “العيادات الخارجية، والتحاليل المخبرية، والتصوير الشعاعي”.
وحددت الإدارة الرسوم بواقع خمسة عشر ألف ليرة سورية للتصوير الشعاعي، وخمسة عشر ألف ليرة للتحاليل المخبرية، وخمسة آلاف ليرة سورية لكل زيارة إلى العيادات الخارجية، وفقًا لما أفادت به مراسلة حلب اليوم في الحسكة.
شهادات
في تصريح لقناة “حلب اليوم”، عبّرت سيرين محمود، إحدى سكان مدينة الحسكة، عن استيائها من القرار، مشيرة إلى أن المستشفى كان يوفر العلاج مجانًا، وكان الخيار الوحيد المتاح لها نظرًا لعدم قدرتها على تحمل تكاليف المستشفيات الخاصة. وأضافت أن فرض الرسوم الجديدة يزيد الأعباء المالية عليها، ويشكل صعوبات كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية.
أبو حسن، أحد المراجعين المنتظمين لمستشفى الحسكة، قال: “هذه الرسوم ستزيد معاناتنا. لدي أسرة كبيرة وأنا موظف بسيط لا أستطيع تحمل تكاليف إضافية. كان المستشفى يشكل أملنا الوحيد في الحصول على العلاج دون أعباء مالية، والآن لم يعد لدينا خيار سوى البحث عن بدائل، والتي قد تكون غير متوفرة أو غير مضمونة.”
من جانبه، ذكر أحمد العلي، مريض يعاني مرضاً مزمناً، قائلاً: “فرض الرسوم الجديدة يجعل من الصعب عليّ متابعة علاجي بشكل منتظم. سأضطر للبحث عن مساعدات خارجية أو محاولة جمع التبرعات لتغطية التكاليف، وهو ما يمثل عبئًا إضافيًا عليّ وعلى عائلتي.”
تجدر الإشارة إلى أن مستشفى الحسكة الوطني شهد تغييرات كبيرة بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عليه في 23 أغسطس 2016، عقب معارك مع قوات الأسد. منذ ذلك الحين، أوقفت سلطة الأسد إرسال الأدوية والمعدات إلى المستشفى، ولم تقدم لجان الصحة التابعة للإدارة الذاتية بديلاً لهذه الإمدادات.
كما قامت الإدارة الذاتية بحسب مراسلتنا إلى تغيير اسم المستشفى من “المستشفى الوطني” إلى “مستشفى الشعب”، دون توفير الموارد اللازمة لاستمرار تقديم الخدمات الصحية بشكل مجاني.
وفي ظل الظروف الراهنة، يواجه سكان الحسكة تحديات إضافية في الحصول على الرعاية الصحية بعد فرض الرسوم الجديدة، مما يبرز الحاجة الملحة لتوفير الدعم اللازم للمستشفيات لضمان استمرارية تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، وفقاً لمراسلتنا.