في ظل ارتفاع درجات الحرارة بمدينة الحسكة، ووصولها إلى ما يزيد عن 40 درجة مئوية، يلجأ السكان إلى المسابح كوسيلة للترفيه وتخفيف وطأة الحر، إلا أن ارتفاع أسعار الدخول إلى المسابح بشكل ملحوظ هذا العام أثار استياء العديد من الأهالي.
وبحسب مراسلة حلب اليوم، فقد تجاوز سعر دخول الفرد الواحد إلى المسبح 30 ألف ليرة سورية على أقل تقدير، وهو ما مثّل عبئًا ماليًا كبيرًا على الأسر ذات الدخل المحدود، باعتبارها لا تتناسب مع ميزانية معظم أهالي الحسكة نظراً لتدني الرواتب والأجور.
ردود الفعل
قال سيف التركي، من سكان مدينة الحسكة، لقناة حلب اليوم إن أجرة الدخول إلى المسبح في المدينة تتراوح بين 30 و50 ألف ليرة سورية.
وأضاف أن راتبه كموظف يبلغ حوالي 250 ألف ليرة، مما يجعل اصطحاب عائلته إلى مسبح عادي مكلف للغاية، فكلفة دخول أسرة مكونة من أربعة أفراد إلى المسبح تصل إلى أكثر من 200 ألف ليرة، لهذا السبب، قرر التخلي عن الفكرة.
وأعرب التركي عن استيائه من أن الموظفين قد حُرموا من العديد من سبل الحياة، بدءاً من التقنين والامتناع عن بعض المواد الغذائية كاللحوم، وصولاً إلى التخلي عن الذهاب للمسابح أو الاستجمام في فصل الصيف.
أسعار لاهبة
تقول مراسلتنا أنه على الرغم من أن السباحة نشاطًا شعبيًا شائعاً بين الشباب في فصل الصيف، فإن الكثير منهم لا يستطيعون تحمل تكلفة دخول المسابح في ظل عدم وجود بدائل طبيعية كالأنهار، إذ تأمل فئة الشباب في تخفيض الأجور ليتمكنوا من ممارسة نشاطهم الرياضي.
سيبان محمد، أخبر قناة حلب اليوم أنه يضطر لدفع نحو 50 ألف ليرة سورية يومياً عند ذهابه إلى المسبح، معتبرًا هذا المبلغ مرتفعًا ومطالبًا الجهات المعنية بالتدخل لتحديد رسوم الدخول.
وأضاف محمد أن هناك مسابح تطلب استخدام مستلزمات السباحة مثل النظارات الشمسية والطواقي، مما يُضيف تكاليف أخرى على الشخص ويجبره على شرائها، منوّهاً أن هذه التكاليف الإضافية لا تتناسب مع قدرته المالية نظراً للارتفاع الكبير في الأسعار.
تحديات صاحب المسبح
بدوره، أوضح فادي حنا، صاحب أحد المسابح في الحسكة، لقناة حلب اليوم: “نحن ندرك تماماً الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها السكان، ولكن يجب أن نفهم أن تكاليف تشغيل المسابح أيضاً مرتفعة. نحن نواجه زيادة في أسعار الوقود والكهرباء والصيانة، بالإضافة إلى تكاليف العمالة.
وزاد: “نحاول قدر الإمكان الحفاظ على الأسعار معقولة، ولكن من الصعب تحقيق التوازن بين تقديم خدمة جيدة وتحمل التكاليف العالية.”
وأمام هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، تبدو رغبة سكان الحسكة في الحصول على تسهيلات أكثر من قبل أصحاب المسابح لتخفيض رسوم الدخول، بهدف تمكين الجميع من الاستمتاع بالمرافق الترفيهية خلال فصل الصيف، مع مراعاة الحفاظ على توازن اقتصادي يخدم الجميع.