حلب اليوم – خاص
فرضت بلدية محافظة الحسكة التابعة للإدارة الذاتية، الجناح المدني لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، على أصحاب البسطات دفع أجور شهرية تتجاوز 20 دولارًا أمريكيًا، بعد إعلانها عن انتهاء إعمار سوق الخضروات الجديد الواقع قرب سوق اللحوم “القصابين” في مدينة القامشلي.
وبحسب مراسلة حلب اليوم بالحسكة، فإن لجان البلدية ألزمت أصحاب البسطات والعربات بالانتقال إلى السوق الجديد قبل افتتاحه، وفرضت عليهم توقيع عقود استئجار مساحات صغيرة بمبلغ 20 دولارًا أمريكيًا شهريًا، كما منعت البلدية أي صاحب بسطة أو عربة من البقاء في السوق القديم، وفق مراسلتنا.
شكاوى
زيدان صالح، أحد سكان مدينة القامشلي وصاحب بسطة لبيع الخضروات، قال لحلب اليوم إن لجنة البلدية فرضت عليهم دفع أجور تركيب الأسقف المعدنية لعمال الحدادة الذين قاموا بتركيب الأسقف للسوق الجديد، بالإضافة إلى 20 دولارًا كإيجار شهري، وفواتير النظافة ورخصة البلدية.
وأعرب صالح عن استيائه من تحديد الأجور بالدولار بينما يبيعون الخضروات بالليرة السورية، مما اعتبره أمرًا مجحفًا للغاية، منوهًا إلى أن الدخل الذي يجنيه من بيع الخضروات أصبح يذهب للبلدية بشكل شهري، مما سيشكل عبئًا ثقيلًا عليه، وفق قوله.
وبحسب ما نشرته بلدية مدينة القامشلي والتي نقلته عن الرئاسة المشتركة لبلدية المدينة، فإن تكلفة المشروع بلغت ما يزيد عن 60 ألف دولار أمريكي.
الأربعيني “خليل أبو ماضي” رفع شكواه إلى حلب اليوم أثناء حديثه مع مراسلتنا، والذي اعتبر أن “البسطة” تشكل مصدر رزق أساسي للعديد من سكان المدينة.
ونوّه إلى أنه يعتمد على بسطة لبيع الخضار منذ وصوله إلى القامشلي، بعد هروبه من الملاحقات الأمنية في مناطق سيطرة سلطة الأسد.
وأوضح أثناء حديثه لحلب اليوم أنه ومنذ قرار رفع أسعار البسطات، تناقص دخله، مشيراً إلى أن دفع إيجار المحل في السوق المخصّص من قبل مجلس المدينة لبيع الخضار تجاوز قدرته، ولم يعد يتناسب مع الربح المتوقع من المبيعات.
ويواجه البائعون صعوبات عدة، بما في ذلك البعد الكبير للسوق عن مركز المدينة، مما يجعل الوصول إليه صعباً، للزبائن والبائعين على حد سواء، ما يحد من حركة البيع كما يوضح خليل.
من جهته، يشير أحمد (60 عامًا)، وهو يبيع الخضار قرب أحد المساجد في القامشلي، إلى أن العديد من بائعي الخضار اضطروا لتحويل بسطاتهم إلى أمام المساجد أيام الجمعة بسبب تراجع المبيعات في الأسواق الرئيسية.
جمال الكحيل (46 عاماً) يقطف يوميًا محصولاته من النعناع والبقدونس والبصل في أرضه بريف القامشلي، ويبيعها على بسطاته في المدينة في محاولة لإعالة أسرته، مؤكداً أثناء حديثه مع حلب اليوم، على أن البسطات كانت تمثل حلاً له ولغيره في مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع أسعار الإيجارات.
يشار إلى أن هذا الإجراء لا يزال يشكل استياء كبيرًا بين أصحاب البسطات الذين يحتجون في غالبيتهم على قرار تحديد الأجور بالدولار، في ظل بيع منتجاتهم بالليرة السورية، الأمر الذي اعتبروه عبئًا إضافيًا يثقل كاهلهم، ويزيد من الضغوط الاقتصادية التي يعانون منها أساسًا، بحسب مراسلتنا.
