إقبال الشيخ
كشفت الولايات المتحدة عن وجود نحو 27 ألف شخص من أكثر من 60 دولة في مخيمي “الهول” و”روج آفا”، اللذين يخضعان لسيطرة قسد، ويضمان عوائل تنظيم الدولة شمال شرقي سوريا.
وأوضحت الخارجية الأمريكية، يوم الجمعة 19 تموز/يوليو، أن أكثر المحتجزين في مخيمات قسد هم من الأطفال دون سن الـ 12 عامًا، ومن حقهم أن يُعطَوا فرصة للحياة خارج الظروف القاسية في المخيمات.
وأتت التصريحات الأمريكية خلال إشادتها بدولة قرغيزستان، التي أعادت 22 امرأة وطفلاً، في الخطوة الثانية من نوعها لمواطني هذه الدولة، والسادسة من نوعها لعمليات الإعادة الإجمالية منذ شباط 2023.
وأضافت الخارجية الأمريكية، إن “شركاءها الدوليين والمحليين” من قسد والحكومة الكويتية، دعموا إعادة النازحين من مخيمي الهول وروج إلى بلدانهم الأصلية، وأن الولايات المتحدة لا تزال مستعدة لمساعدة البلدان الأخرى في جهودها الرامية إلى إعادة مواطنيها من سوريا.
في السياق ذاته قال سامر الأحمد، الباحث في مركز عمران للدراسات، في حديثه لحلب اليوم: “إن في مخيم الهول مشكلتين، الأولى الأسر السورية؛ وقسد وعدت بإخراجهم بوساطات عشائرية، والثانية هي عائلات الأجانب، وغالبيتهم عراقيون، والحكومة العراقية اتفقت مع الأمم المتحدة لأخذ دفعات شهرية”.
وعلّق الأحمد: “للأسف المخيم تحول بشكل فعلي لدويلة، نتيجة تعليم النساء أفكار تنظيم الدولة لأطفالها، والكلام عن وجود أكثر من عشرين ألف طفل بالمخيم، معظمهم يخضع لتلقين هذه الأفكار، لذا نحن أمام تفريخ عناصر بصورة متسارعة، وهذا خطر على سوريا والعالم”.
وحمّل الأحمد قسد مسؤولية كبيرة بإعادة تأهيل الأطفال، وإخضاعهم لدعم نفسي وتعليم صحيح، في ظل ما تمارسه من تضييق أمني كبير، واعتقالات عشوائية، وحالة طبية وغذائية سيئة، مؤكدا أن الأمر يحتاج أيضا إلى دعم دولي “لمنع وصولنا إلى تطرف جديد”.
وأضاف الباحث في مركز عمران، أن قسد ترى الهول فرصة جيدة لاستمرار دعمها من التحالف، وترى المخيم ورقة مهمة في يدها تستخدمها لتبتز بها بعض الدول.
من جانبها أكدت “هيومن رايتس ووتش” في تصريحات سابقة لها أن عشرات الآلاف من النازحين في مخيمات شمال شرق سوريا لا يتلقون مساعدات مستمرة أو كافية، مما يؤثر سلبا على حقوقهم الأساسية، وثمة حاجة لتأمين مأوى مناسب، وصرف صحي كافٍ، إضافة إلى الغذاء ومياه الشرب النظيفة والرعاية الصحية والتعليم.
وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن ظروف المحتجزين في أحيانٍ كثيرة غير إنسانية و مهددة لحياتهم، واتسمت بالاكتظاظ الشديد، وندرة الوصول إلى الأماكن الخارجية وأشعة الشمس، وعدم كفاية الماء والأدوية والطعام.
وأكدت أن النازحين في مخيمات شمال شرق سوريا لا يتلقون مساعدات مستمرة أو كافية، مما يؤثر سلبا على حقوقهم الأساسية، وبموجب القانون الدولي، يجب معاملة جميع الأطفال المرتبطين بالجماعات المسلحة أولا وقبل كل شيء كضحايا، وعدم احتجازهم إلا كإجراء استثنائي يُلجأ إليه كملاذ أخير.
وقالت هيومن: ينبغي على الدول التي لها محتجزون في شمال شرق سوريا استعادتهم أو المساعدة في عودتهم لإعادة تأهيلهم أو مقاضاتهم عند الاقتضاء، وعلى التحالف، بقيادة الولايات المتحدة والدول المنخرطة في أزمة شمال شرق سوريا، المساعدة في إعادة توطين المحتجزين الآخرين، وعقد الملاحقات القضائية لهم عند الحاجة في بلدان ثالثة إذا كانوا معرضين لخطر سوء المعاملة في بلدانهم الأصلية.
يُذكر أن مخيم الهول الذي تديره قسد يضم نحو 50 ألفا من السوريين والعراقيين معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 10 آلاف أجنبي من دول أخرى، اُحتجزوا بعد انهيار المعقل الأخير الذي كان يسيطر عليه تنظيم الدولة في شمال شرق سوريا في شباط /فبراير وآذار/مارس 2019.
وتدير قسد أيضًا سجونا تحوي عناصر ومقاتلين من تنظيم الدولة جزء منهم أجانب، وقد حاولت سابقًا حث دولهم على استراجهم، لكنها لم تتمكن من تحقيق أي تقدم حتى الآن في هذا الملف.