الرقة – حلب اليوم
في ظل موجة حر خانقة، يعاني أطفال مدينة الرقة من انتشار عدد من الأمراض مثل الحمى التيفية والاضطرابات الهضمية فيما تم تسجيل عدد من الإصابات بمرض السحايا وسط تدهور حاد في الخدمات الصحية وارتفاع تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة والعامة.
تقول مراسلة حلب اليوم، إنه مع ارتفاع درجات الحرارة في مدينة الرقة إلى 44 درجة مئوية، ومع شبه انعدام لمقومات الحياة الأساسية، اكتظت المستشفيات بحالات مرضية عديدة تشمل “الاضطرابات الهضمية، التسمم المعوي، الإسهال، والحمى التيفية”.
وأوضحت أن معظم المرضى كانوا من الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين 4 و11 سنة، حيث أدّى انقطاع التيار الكهربائي إلى اضطرارهم للخروج إلى نهر الفرات والمسابح، واللجوء إلى المشروبات الباردة وتناول المثلجات، الأمر الذي ساعد في انتشار الأمراض.
وأكد بعض الأهالي لمراسلة “حلب اليوم” أن تكلفة معاينة طبيب الأطفال تراوحت بين 40 ألف و50 ألف ليرة سورية، إضافة إلى التحاليل الطبية التي تتراوح تكاليفها بين 30 ألف و80 ألف ليرة، والوصفات الدوائية التي لا تقل عن 50 ألف ليرة، مما جعل المرض عبئاً كبيراً على الأهالي، خاصة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في المدينة.
ونقلت مراسلتنا عن معاناة إحدى الأمهات في مدينة الرقة تدعى “سلافة.م”، التي راجعت طبيباً مختصّاً، حيث تكبدت تكاليف باهظة لإجراء تحاليل وتشخيص حالة ابنها البالغ عمره 5 سنوات، الذي تبين أنه مصاب بالتهاب السحايا، ما استدعى نقله إلى مستشفى خاص للعلاج بتكلفة إجمالية وصلت إلى 400 ألف ليرة سورية، خلال فترة علاجية امتدت لـ 15 يوماً.
والتهاب السحايا هو التهاب صنفته منظمة الصحة العالمية بأنه “خطير”، إذ يُصيب الأغشية المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي، وتسببه في معظم الحالات عدوى بالبكتيريا والفيروسات
يقول طبيب الأطفال “فؤاد.ه” الذي يعمل في المستشفى الوطني بالرقة لحلب اليوم، إن مشافي المدينة تعاني من نقص حاد في الأسرّة وتحديداً في المستشفى الوطني العام ومستشفى الأطفال المدعوم من قبل المنظمات، مما يضطر الأهالي للجوء إلى المستشفيات الخاصة باهظة التكاليف.
الشاب “مروان.س” روى لمراسلتنا قصة وفاة أخيه البالغ من العمر ثلاثين عامًا، نتيجة سوء الخدمات الطبية والإهمال في مستشفى الرشيد بالرقة، حيث تم تشخيص حالته بشكل خاطئ، مما أدى إلى تفاقم وضعه الصحي ووفاته لاحقًا في مشافي دمشق.
وفي حديثه، ذكر الشاب مروان أن أخاه كان يعاني من ألم شديد في البطن، فاستدعى سيارة إسعاف لنقله إلى مستشفى الرشيد، المعروف بسوء خدماته وسوء معاملته للمرضى، وعند وصولنا، طلبت من الممرضين والأطباء المقيمين الاهتمام بأخي، لكنهم تأخروا في الاستجابة، إذ قاموا بوضع محلول مغذي “سيروم” له وأخرجوه من المستشفى بعد ساعة واحدة فقط.
وتابع: “بعد أيام، لم يتحسن وضع أخي، فقمت بإسعافه مرة أخرى ليواجه نفس المعاملة ونفس الإهمال، ليؤكد له الطبيب المقيم في مشفى الرشيد بأن أخي لا يعاني من مرض خطير، فقررت عقب ذلك إسعاف أخي إلى العاصمة “دمشق”، ليتبين أنه مصاب بثقب في المعدة ويحتاج إلى عملية جراحية عاجلة، لكنه توفي في مستشفيات دمشق”.
عبر مروان بحرقة أثناء حديثه لحلب اليوم عن سوء الخدمات الطبية في مستشفيات مدينة الرقة، وتحول المهنة من إنسانية إلى مهنة تفتقر للأخلاق وتستغل المرضى وتسرق أموالهم، مع عدم تحمل مسؤولية العناية بأرواح الناس.
ورغم وجود العديد من المنظمات الإنسانية المسؤولة عن دعم القطاع الطبي، إلا أن الأوضاع الصحية في المدينة تزداد تدهورا، مما يفاقم من معاناة السكان، خاصة الأطفال، وفقاً لمراسلتنا.