يعاني الواقع الصحي في محافظة درعا جنوبي البلاد حالة تدهور مستمرة، حتى وصل إلى الانهيار موخرا، وفقا لما تؤكده مصادر موالية لسلطة الأسد، وسط عجز الاخيرة عن وضع أية حلول.
وقال مدير الصحة في المحافظة، بسام السويدان، لشبكة درعا 24 المحلية إن هناك “نواقص”، مدعيا أن “الوضع الصحي في المحافظة الآن في تعافٍ مستمر”، رغم وجود العديد من “المشاكل الصحية التي تواجه المحافظة”.
ومن الحالات التي انتشرت مؤخرا في عموم مناطق سيطرة الأسد، بما فيها الجنوب السوري؛ التهابات المعدة والأمعاء الحادّة، والتهاب الحمى التيفية، ومن أعراضها الإسهال والإقياء، وارتفاع الحرارة.
وأقر السويدان بوجود احتياجات عدة، أبرزها عدم وجود جهاز طبقي محوري، أو جهاز رنين مغناطيسي في مشفى المحافظة الوطني، رغم وجود حاجة كبيرة إليهما.
وطالب مدير الصحة التابعة لسلطة الأسد المنظمات الدولية بدعم المشفى، وخص بالذكر قسم الأطفال، داعيا إلى ترميمه وإعادة بناءه.
من جانبه أكد الموقع وجود العديد من الشكاوى عن فقدان الأدوية والمواد الأساسية في “المشافي الحكومية” بالمحافظة، حيث يضطر المريض لشرائها من خارج المشفى، وكذلك فقدان الأدوية لمعالجة بعض الأمراض المزمنة كمرض الناعور على سبيل المثال، بالاضافة للأدوية الأُخرى.
كما تعاني المناطق الريفية البعيدة والصغيرة، مثل بعض قرى اللجاة، فقدان المرافق الصحية، وقلة الأدوية واللقاحات اللازمة، بحسب الموقع نفسه، الذي أكد وجود نقص في سيارات الإسعاف في المناطق الريفية بشكل عام، مما يعرقل قدرة المرضى على الوصول إلى المشافي في الحالات الطارئة، ويزيد من خطر الوفاة والإصابة بمضاعفات صحية خطيرة نتيجة للتأخير.
نقص الكوادر الطبية
تشتكي عموم مناطق سيطرة الأسد من هجرة جماعية للكوادر الطبية بما في ذلك الأطباء والممرضون وفنيو الأشعة والتخدير، كما أكدت عدة تقارير سابية.
وليس لمحافظة درعا استثناء من مشكلة نقص الكوادر الطبية، وحتى نقص سائقي سيارات الإسعاف، بسبب ضعف الأجور، حيث يعزف الكثير من الموظفين في سائر القطاعات عن العمل.
وتحتاج سيارة الإسعاف الواحدة في المشفى المحيطي إلى أربعة سائقين يتناوبون عليها، ونتيجة النقص الشديد جدا بالسائقين تم حصر الموضوع في مركز المحافظة.
كما أقر السويدان بأن الكثير من المستوصفات في المحافظة تفتقر إلى الكثير من المعدات الطبية الأساسية والعيادات الداخلية في المناطق الريفية، مما يضطر السكان للسفر إلى المدن الكبرى لتلقي الرعاية الصحية، في ظل وضع معيشي غاية في السوء.
يشار إلى أن مديرية الصحة تحاول إقناع الأهالي في درعا بجمع التبرعات من أجل تخديمهم، بسبب نقص تمويل سلطة الأسد.