حمص – حلب اليوم
أفاد مراسل “حلب اليوم” في حمص بوقوع إصابة في صفوف أبناء مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، عقب إطلاق نار من قبل عصابات مدعومة من حزب الله اللبناني، وذلك أثناء تجمع العشرات من الشبان المطالبين بملاحقة هذه العصابات وإنهاء وجودها في شمال حمص.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي -لم يسمه-، فقد قام أفراد من عصابة الخطف المدعومة من حزب الله، بقيادة “بشار الضاهر” الذي يحظى بدعم رئيس مفرزة الأمن العسكري في تلبيسة، بفتح النار على المحتجين في ساحة الساعة، ما أدى إلى إصابة شخص واحد وإثارة الرعب والهلع بين المدنيين.
بدورهم، أصدر المحتجون بياناً حمّلوا فيه متزعمي عصابات الخطف والسلب، المدعومين من ميليشيا حزب الله، مسؤولية إطلاق النار، حيث اتهم البيان كلاً من بشار الضاهر، وموفق الضاهر الملقب بـ”الميجر”، ويزن خشفة الملقب بـ “الملحم”، بقيامهم بإطلاق النار من رشاشات “بي كي سي” من أعلى جسر تلبيسة على المتجمعين في الطريق الدولي، والذي تسبب بإصابة طفلة، وتعطيل إجراءات حماية الطريق الدولي وتأخير تسليم المخطوفين والسيارات والآليات والتي تم الاستيلاء عليها بقوة السلاح من قبل عصابات الخطف والسلب.
وكان من المفترض قيام أفراد العصابات بتسليم السيارات المسلوبة لأصحابها عبر ركن بعضها بالقرب من مدخل المدينة، بعد تواصلهم مع وجهاء مدينة تلبيسة وتأكيدهم على أنهم سيسلمون السيارات لأصحابها دون قيد أو شرط.
ويرى مراسلنا أن بادرة إعادة السيارات من قبل العصابات جاءت بعد أن تمكن أهالي المدينة من الضغط على عصابات الخطف وارغامهم على تنفيذ متطلباتهم لا سيما بعد التجمع الكبير والدعم والتأييد الذي حصلوا عليه من قبل سكان باقي القرى المجاورة بمواجهة متزعمي العصابات.
ويوم الأحد، أعلن العشرات من أبناء مدينة تلبيسة، في بيان لهم، عن بدء ملاحقة عصابات الخطف والسلب وتجار المخدرات المدعومين من ميليشيا حزب الله والأفرع الأمنية.
ماذا جاء في البيان؟
وجاء في البيان أن عمليات الخطف والسلب والاعتداء قد ازدادت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، ما أدى إلى تعطيل أحوال الناس وأعمالهم، وإلحاق سمعة سيئة بأبناء المدينة.
كما ذكر البيان أن أبناء تلبيسة كانوا في السابق مضرباً للمثل في الرجولة والنخوة وإغاثة الملهوف، لكنهم أصبحوا الآن يُنظر إليهم كعصابات تقتل وتسلب وتخطف.
وأضاف البيان أنه بعد سلسلة من الحوادث، آخرها قتل شاب على أيدي المعتدين، وبعد تهديد جاد تم توجيهه إلى أهالي المدينة إثر الاعتداء على الطريق الدولي، اجتمع عدد من أبناء تلبيسة وقرروا اتخاذ إجراءات صارمة تشمل:
– ملاحقة أي شخص يقوم بالسطو على الطريق الدولي.
– التعامل مع أي شخص يحتفظ بمخطوف ولم يبادر إلى تسليمه للوجهاء خلال 24 ساعة.
– التعامل مع أي شخص يحتفظ بسيارة مسلوبة ولم يبادر بتسليمها.
– التعامل مع أي شخص يعتدي على الممتلكات العامة والخاصة.
وبحسب مراسلنا فقد لاقى البيان ترحيباً لافتاً من جميع العائلات التي دفعت بأبنائها للمشاركة في الجهود المبذولة، ما أدى إلى نشر خمسة حواجز على أوتوستراد حمص-حماة لحمايته من عصابات الخطف المدعومة من رؤساء الأفرع الأمنية وحزب الله اللبناني.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي أن الخطوة التي اتخذها شباب مدينة تلبيسة جاءت دون أي تواجد لعناصر المفارز الأمنية، التي اكتفت بمراقبة التطورات في البداية.
وأضاف المصدر أن عشرات من أهالي المدينة شاركوا في الخطوة التي تم الإعلان عنها أمس، حيث تم نشر حواجز على مداخل المدينة وبين الأحياء لمنع أي عملية سرقة أو سطو على الممتلكات العامة أو الخاصة.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة تلبيسة عانت خلال العامين الماضيين من اتساع رقعة عمل العصابات المدعومة من حزب الله، في الوقت الذي رفضت فيه الأجهزة الأمنية ملاحقتهم، رغم المناشدات المتكررة من قبل الأهالي.