تقسم مناسك الحج إلى أركان وواجبات وسنن، فأما الأركان فهي الوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة، والإحرام، والسعي بين الصفا والمروة، وأما الواجبات فهي الوقوف بمُزدلفة، والمبيت بمنى، وطواف الوداع، ورمي الجمرات، وأما السسن فهي كثيرة ومنها طواف القدوم، والتّوجه إلى منى في اليوم الثامن من ذي الحجة.
المناسك التي يؤديها الحاج تبدأ بالإحرام، ثم طواف القدوم، ثم السعي بين الصفا والمروة، يتوجه بعدها الحاج من مكة إلى وادي مِنى في الثامن من ذي الحجة فيتزود بالماء ويبيت ليلته فيه لذا سمي “يوم التروية”، وفيه يستعد الحاج للوقف على صعيد عرفة.
في التاسع من ذي الحجة، فجراً وبعد الصلاة يبدأ الحجاج بالتوجه إلى صعيد عرفة للوقوف عليه نهاراً كاملاً ويعد أعظم أركان الحج، قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم “الحج عرفة” وقال أيضاً في الحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم “ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شُعثاً غُبراً ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة”، وبعرفة نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
غير الفرائض، فإن أفضل عبادة يوم عرفة هي الدعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير” رواه الترمذي.
وفقا لتقرير سابق لوكالة الأنباء السعودية الرسمية فإن عرفة أو عرفات “مسمى واحد عند أكثر أهل العلم لمشعر يعد الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى (جبل الرحمة) الذي يبلغ ارتفاعه (30) متراً، ويمكن الوصول إلى قمته عبر (91) درجة، وبوسطه شاخص طوله (4) أمتار، فيما يحيط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادي عرنة، ويقع على الطريق بين مكة المكرمة والطائف شرقي مكة بنحو (15) كيلو مترًا، وعلى بعد (10) كيلومترات من مشعر منى و (6) كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر بـ (10.4) كيلومترات مربعة”.
وأشار التقرير إلى أنه “عندما يقف الحجيج في عرفات ينتصب أمامهم مسجدة (نمرة) بفتح النون وكسر الميم وسكونها، فنمرة هو جبل نزل به النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في خيمة، ثم خطب بعد زوال الشمس، وصلى الظهر والعصر قصرًا وجمعًا جمع تقديم، وبعد غروب الشمس تحرك منها إلى مزدلفة، ثم في أول عهد الخلافة العباسية في منتصف القرن الثاني الهجري بني مسجدا في موضع خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يعرف الآن بمسجد نمرة، توالت بعدها توسعاته على مر التاريخ وصولاً للوقت الحالي فأصبحت مساحته (124) ألف متر مربع مؤلف من طابقين مجهزين بنظام للتبريد والمرافق الصحية حيث يتسع لأكثر من (300) ألف مصل”.
بعد الهبوط من صعيد عرفة يبيت الحاج ليلته بمزدلفة ويرمي جمرة العقبة، ثم بعدها الهدي والتحليل ثم طواف الإفاضة، وبعدها يؤدي الحاج رمي الجمرات في أيام التشريق، ويطوف طواف الوداع متماً بذلك حجه.