أكد المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا ستيفن شنيك، ازدياد عمليات إنتاج وتهريب الكبتاغون تحت إشراف إيران، التي تستخدمه كوسيلة ضدّ دول المنطقة.
وقال شنيك لجريدة “النهار العربي“، إن “إيران بحاجة إلى تلك الإيرادات لتمويل ميليشياتها بالطبع، وكذلك للضغط على جيران سوريا وزعزعة استقرارها”.
ووأضاف أن “تهريب الكبتاغون من سوريا آخذ في الارتفاع، وكذلك الإنتاج، والاستهلاك أيضاً”، حيث أصبح ضخماً جداً ويقدر بما بين 5 مليارات دولار و10 مليارات.
وبحسب الدبلوماسي الألماني فإن المشكلة الأساسية التي تواجه مكافحة هذه التجارة غير المشروعة تكمن في “المكاسب المرتفعة” التي تدرها والجهات المستفيدة منها.
ويؤكد شنيك أن تلك التجارة “تمول الميليشيات والجماعات الإرهابية” وتفوق ميزانية سلطة الأسد المقدرة قيمتها 2.4 مليار دولار سنوياً، لذا فإنها تعتمد على إنتاج الكبتاغون وتقيد أي تعاون لبدء عملية خطوة بخطوة ضمن عملية قرار الأمم المتحدة الرقم 2254، كما أن “إيران بحاجة إلى تلك الإيرادات لتمويل ميليشياتها بالطبع”.
وبالرغم من الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لوضع حد لما بات يعرف بـ”حرب الكبتاغون” العابرة للحدود والتي تشكل تهديداً للاستقرار لا الإقليمي فحسب، بل العالمي أيضاً، فقد “سجل عام 2024 ارتفاعاً كبيراً في عدد الشحنات المحظورة من الأمفيتامين – كبتاغون المهربة عبر الحدود الشمالية للأردن” وفقا للجريدة.
ويُسقط الجيش الأردني طائرات مسيرة تنقل المخدرات من سوريا، وينخرط في تبادل لإطلاق النار مع عصابات المخدرات على طول الحدود، كما قصفت القوات الجوية الأردنية مصنعاً للكبتاغون في الجنوب السوري.
من جانبه قال العميد الأردني المتقاعد سعود الشرفات للجريدة، إن هناك “أساليب جهنميّة في التهريب وترابطا بين المخدّرات والسّلاح والإرهاب”، حيث تغيرت طبيعة أنشطة التهريب جذرياً خلال العقد الماضي.
وأضاف مؤسس ومدير مركز شُرُفات لدراسات وبحوث العولمة والإرهاب، أن التهريب كان خلال فترة التسعينات قاصراً على المواشي والدخان والأسلحة، ثم أصبح اليوم يركز على المخدرات بأنواعها (الحشيش، حبوب الكبتاغون، الكريستال وغيرها).
وغالباً ما يطلق على هذا التطور والتوسع الناتج من أنشطة تهريب المخدرات الذي انتشر من سوريا إلى البلدان المجاورة، “حرب الكبتاغون”، وتختلف التقديرات لحجم تجارة المخدرات على أنواعها.
ويكلف إنتاج حبة الكريستال بحسب الشرفات دولاراً واحداً بينما تباع بعشرين دولاراً في بعض الأسواق، حتى باتت عائدات المخدرات تشكل مصدر قلق إضافياً للمنطقة.
ولم تسفر اللجان الوزارية من الدول العربية المعنية التي كلفت تنسيق الجهود لضبط هذه الآفة عن نتائج، ومع أنها “مهمة جداً على جميع المستويات، ضمن العمليات السياسية وطرح الموضوع على الطاولة”، يشدد الدبلوماسي الألماني على ضرورة وجود مستوى من التنسيق بين المانحين، على مستوى استراتيجي وتقني أكثر.
ويرى وجوب وضع استراتيجية شاملة لمواجهة هذه المشكلة تأخذ في الاعتبار منطق السوق، أي العرض والطلب، والسعي من خلال حملات إعلامية إلى إظهار خطورة الكبتاغون لا لصحة الفرد فحسب، بل أيضاً لسلامة المجتمعات، كما يحض على دعم وتنسيق دوليين لإيجاد طرق جديدة لمحاربة إنتاج الكبتاغون وتهريبه واستهلاكه.
وبحسب شنيك فإن ألمانيا تعمل عملاً وثيقاً مع الأردن والعراق، وتقدم تعاوناً تقنياً في التدريب، وأيضاً، في الأشعة السينية، وثمة حاجة إلى تعزيز التجهيزات لقوات أمن الحدود والتعاون على مستوى استراتيجي أكثر مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وتطوير الاستراتيجيات الوطنية والإقليمية.
كما حذر المبعوث الألماني من كارثة تلوح في الأفق، لأن الأمر “لا يتعلق فقط بالفرد الذي يفقد صحته، ويصبح مدمناً، ويدخل في شبكات إجرامية، ولكنه يتعلق بالعائلات أيضاً، والمجتمع… حجم الأشخاص المتضررين يتزايد بسرعة ويثير قلقاً كبيراً بالنسبة للأمن الإقليمي”.
وكانت الأردن قد كشفت أكبر عملية تهريب مخدرات منذ أعوام، الأسبوع الماضي، حيث يتزايد نشاط الشبكات التابعة إلى إيران و الناشطة في المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق.