عبد الواحد غنوم
فقد سبعة أطفال أيتام حياتهم في بلدة دركوش بريف إدلب الغربي ظهر يوم الخميس 6 حزيران، إثر حادث مأساوي لحافلة تقل طلاب مدارس معظمهم من الأيتام، بعد انحرافها عن مسارها ووقوعها من جرف صخري شديد الانحدار ينتهي بوادٍ تجري فيه مياه نهر العاصي.
وكانت الحافلة تقل طلابا من مدرسة “سراج الخاصة” ومدرسة “رحمة” الواقعتان في قرية خربة الجوز بريف “جسر الشغور” الغربي، في رحلة إلى منطقة “عيون عارة” ببلدة دركوش كرحلة ترفيهية للطلاب بعد انتهاء امتحاناتهم.
واستنفرت “فرق الدفاع المدني” بعد تلقيها خبر الحادثة من أهالي المنطقة، ووجهت فرقها المائية والإسعافية بعد تزويدها بالمعدات اللازمة إلى مكان الحادثة، وبدء عملية الإنقاذ بمشاركة أهالي المنطقة في عمليات البحث وانتشال الضحايا وإسعاف المصابين إلى مشافي ريف إدلب القريبة من مكان الحادثة.
وذكر “الدفاع المدني” على معرفاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، أنه فور وصول فرقه إلى المكان انتشلت جثامين 4 وفيات وأسعفت عدداً من الإصابات بينهم أطفال ونساء إلى المشافي المختصة، وبدأت عمليات البحث والإنقاذ في المنطقة ومحيطها وفي مياه النهر، حيث مسحت فرق الإنقاذ المائي بعمق من 2 إلى 5 أمتار وبعرض 10 أمتار من مياه النهر في المنطقة التي سقطت بها الحافلة، وفتشت فرق البحث والإنقاذ البري الجروف الصخرية والأراضي المحيطة بطرفي النهر بحثاً عن ناجين في المكان.
وأضاف “الدفاع” ارتفع عدد الضحايا بعد نحو ساعةٍ ونصف من عمليات البحث والإنقاذ من 6 كحصيلة أولية إلى 7 وفيات من بينهم معلمة، و20 مصاباً أغلبهن طالبات وجروحهن خطرة تم إسعافهن إلى المشافي حيث يتلقين العناية المركزة.
وقال شقيق إحدى الطفلات المتوفيات “عبد الرحمن” في حديثه لقناة حلب اليوم “سبحان الله كانت أختي سلسبيل فرحانة كتير بالرحلة واشترت أغراض للرحلة وجهزتهم وربنا كتبلها تكمل فرحتها بالجنة إن شاء الله”، مضيفاً “الحمد لله هذا قضاء الله وقدره لله ما أعطى ولله ما أخذ”.
وقال أيضا “محمد السيد” والد الطفلة إيلاف السيد “إن الحادثة قضاء الله وقدره وهذا بلاء من رب العالمين ولله ما أعطى وما أخذ”.
وقال الصحفي “هادي خراط” لقناة حلب اليوم “الرحلة الترفيهية تحولت لكارثة، يصعب على هواة متسلقي الجبال أن يجتازوا بسهولة مكان سقوط الحافلة، سقطت الحافلة على ارتفاع قرابة 300 متراً، كان المشهد حين وصلت مؤلم جداً، حقائب الأطفال مرمية من أعلى الجبل إلى أول النهر، وفرق الإنقاذ والأهالي يسعفون المصابين ويبحثون عن البقية داخل النهر وبين صخور الجبل”.
مضيفاً “الطرق وعرة جداً وموحلة، العشرات من أهل المنطقة يهرعون ويسقطون في الوحول وعلى وجوههم الحزن يبحثون يميناً وشمالاً عن ضحايا، أصوات سيارات الإسعاف لا تهدأ وفرق الدفاع المدني تستنفر جهودها”.
ووصف الخراط موقف أهالي الضحايا بقوله “كل ما مرّ كان قاسياً، ولكن الأقسى بعد وصول ذوي الضحايا والمصابين للمكان وهنا مرت لحظات لا يمكن شرحها ولا تصويرها، لا عليك سوى الهروب بعيداً قليلاً لإفساح المجال أمام فرق الإنقاذ”.
وذكر “معتصم شيخاني” أحد سكان المنطقة، أن أغلب الأطفال الذين فقدوا حياتهم هم من أبناء الشهداء فقدوا آبائهم في الحرب وهم صغار، يعيشون في المخيمات التي هجرتهم إليها “سلطة الأسد” من مدنهم وبلداتهم وقراهم لتكون اليوم آخر محطات حياتهم فيها.