تتواصل معاناة الأهالي في مدينة الحجر الأسود بمحافظة ريف دمشق جنوبي البلاد، جراء تدهور الأوضاع العامة وسوء الخدمات، وسط إهمال كبير من قبل سلطة الأسد، فضلا عن مصادرة أغراض وممتلكات السكان وتهجير معظمهم.
وقال موقع أثر برس الموالي إن واقع المدينة يرثى له جراء انعدام مختلف الخدمات الأساسية والضرورية، حيث توجد مشكلات بالجملة تعانيها الأسر التي عادت للسكن في الحجر الأسود.
وبحسب الموقع فقد عادت نحو 2500 أسرة فقط من السكان، وتتوزع في أحياء عدة، فيما يشتكي الأهالي من شبه غياب للبنى التحتية، لاسيما مياه الشرب.
ويلجأ السكان إلى خزانات موزعة في الطرق، تعبأ مرتين في الأسبوع من مؤسسة المياه، لكنها لا تكفي الحاجة، عدا عن أنها في مرات كثيرة تكون غير صالحة للشرب ولا للاستخدامات الأخرى، رغم تكلفتها المادية الباهظة.
أما مياه الاستخدامات اليومية فيتم تأمينها عبر الصهاريج بمبلغ 45 ألف ليرة للخزان، إضافة إلى مشكلة الكهرباء وخدمات الصرف الصحي الغائبة تماماً والنظافة وغيرها الكثير.
وقال أحد قاطني المدينة إن الأهالي فقدوا الأمل بعودتهم إلى أماكن استقرارهم، نتيجة الإجراءات والشروط (الأمنية) التي تحدّ من عودة الأهالي، رغم أن قوات الأسد استعادت السيطرة على المنطقة منذ منتصف العام 2018.
وادعت سلطة الأسد بداية العام 2021 أن المدينة باتت جاهزة لعودة سكانها، حيث أعلنت محافظة ريف دمشق عن استقبال طلبات الأهالي الراغبين بالرجوع شرط الحصول على موافقات أمنية.
ومن المعوقات أيضا اشتراط تقديم بيان ملكية مصدّق من “الجهات المختصة”، ما يعني حرمان المطلوبين أمنيا من أملاكهم وعقاراتهم، بموجب قوانين أصدرها بشار الأسد في وقت سابق.
واضطر الكثيرون للعودة إلى الحجر الأسود رغم الواقع المزري، بسبب عدم قدرتهم على الاستمرار في دفع إيجارات المنازل والتي ترتفع بين الفينة والأخرى، فضلا عن ارتفاع الأسعار وغياب فرص العمل.
ويؤكد سكان على “استحالة العودة الكريمة”، لاسيّما أنّ نسبة دمار المنازل والبنية التحتية تتجاوز الـ 90%، بسبب قصف قوات الأسد للمدينة، بينما لا تزال أبسط متطلبات الحياة غير متوفرة ومنها الصحية، كما تغيب معظم الأدوية.
وتنتشر أكوام الردميات على جوانب الطرق وتعيق حركة السكان، كما باتت مرتعاً للجرذان وللفئران والقوارض المنتشرة بسبب قلة النظافة وعدم الترحيل، ناهيك عن عدم توفر الكهرباء، والمياه، والصرف الصحي، والنظافة، ومشكلة “الريكارات” المكشوفة في الطرق، وبمسافات متقاربة، حيث لا تزال متروكة بلا أغطية.
أزمة في قطاعي النقل والخبز
يشتكي السكان في الحجر الأسود من عدم تقيد أصحاب السرافيس العاملة بالمسار المناسب، وعدم الوصول للموقف الذي يخدم الشريحة الأكبر، ما يسبّب مشكلات وأعباء لسكان الأحياء البعيدة عن آخر نقطة يصل إليها الخط، ويضطرون للسير مسافات طويلة للوصول لمنازلهم، وهم يحملون احتياجاتهم اليومية ومتطلبات العيش، ومنهم كبار السن أيضاً.
ويؤكد السائقون أن هناك صعوبات ومعوقات للوصول لنهاية الخط، تتمثل بصعوبة الطرق التي تسبب الكثير من الأعطال لآلياتهم، وعدم كفاية مخصصات المازوت المطلوبة.
أما الخبز فيشكل معاناة أخرى، حيث يعاني السكان في تأمين احتياجاتهم اليومية منه، ومنهم من لا يستطيع تأمينه، فيضطر لشرائه بالسعر الحر من الأفران البعيدة، حيث يصل سعر الربطة الواحدة حتى 5 آلاف ليرة.
ولا يوجد سوى معتمد واحد في المدينة مخصصاته هي فقط 200 ربطة، وليس بإمكانه أن يعطي الجميع، والذين يتجاوز عددهم الـ 3 آلاف عائلة، لأنه يملك عدداً محدداً من ربطات الخبز.
أما بالنسبة للكهرباء فإلى جانب ساعات التقنين الطويلة توجد مشكلة عدم وضع المحولات الكافية، وعدم وصول الأعمدة الكهربائية إلا لأماكن بعينها، إضافة “لمفارقة واضحة تبدو للعيان، فهناك حارة تنعم بالكهرباء وحارات محرومة منها لسبب أو لآخر”.