حذّرت مديرية صحة إدلب التابعة لحكومة الإنقاذ من تبعات سلبية كثيرة على القطاع الطبي والمرضى في شمال غرب سوريا، بسبب التناقص المستمر للدعم الدولي.
وقالت المديرية في بيان إن عدد المشافي التي توقف عنها الدعم في إدلب بلغ 14 مشفى بينها 8 مخصصة للنساء والأطفال، ومن المتوقع أن يتوقف الدعم عن 112 منشأة صحية حتى نهاية الشهر الحالي و136 منشأة مع نهاية العام.
وأشارت إلى أن “القطاع الصحي في منطقة شمال غرب سوريا يئن تحت وطأة تقليص الدعم الدولي، فعدد المنشآت الصحية التي يتوقف عنها الدعم يزداد يوماً بعد آخر، بينما يزيد الضغط على المنشآت الأخرى التي ماتزال مدعومة، وبالتالي تعجز عن تخديم ذلك العدد المتزايد من المرضى”.
وذكرت المديرية أنها تواصل اللقاء والتشاور مع مختلف الجهات المعنية بالموضوع، من مانحين دوليين، ومنظمات إنسانية، ومنشآت صحية، حيث اجتمع الدكتور زهير القراط مدير صحة إدلب مع مدراء المشافي لمناقشة الحلول البديلة.
وانخفضت المنح الدولية للقطاع الطبي في المنطقة بنسب تراوحت بين 30-60 بالمئة، وفقا للقراط الذي أضاف أن انخفاض الدعم عن القطاع الصحي يترافق بزيادة سكانية بنسب عالية، ما يشكل تحدياً كبيراً لقطاع الصحة.
ولفت بشكل خاص إلى تأثر مشافي الأطفال ومراكز اللقاح ومراكز علاج السل وغسيل الكلية وبنوك الدم، بينما يهدد انتشار الأوبئة والأمراض المزمنة بارتفاع نسب الوفيات خاصة بين الأطفال وكبار السن في هذه المنطقة، والتي تعاني أساساً من ظروف إنسانية ومعيشية مأساوية.
وكانت منظمة “أطباء بلا حدود” قد دعت القائمين على مؤتمر بروكسل الثامن، إلى توفير الدعم الكافي، محذرة من عواقب سلبية جدا على السوريين جراء خفض الدعم.
وقالت المنظمة إن الاحتياجات الطبية في شمالي سوريا تتجاوز الخدمات المتاحة بشكل كبير في ظل انخفاض إضافي في التمويل، حيث علقت نحو ثلث المرافق الصحية الأنشطة كليًا أو جزئيًا في إدلب وشمال حلب.
ويرجع ذلك لنقص التمويل الذي حرم 1,5 مليون شخص من الرعاية الصحية الطارئة والمنقذة للحياة، وفقا للبيان.
ودعت المنظمة المانحين الذين سيحضرون مؤتمر بروكسل الثامن إلى إعطاء الأولوية لتزويد القطاع الصحي السوري بالدعم المالي، بينما ما زال الناس في شمال سوريا يعانون من الدمار الذي خلّفه زلزال فبراير/شباط 2023 وأكثر من 13 عامًا من الحرب.
وأكدت أن السوريين يتحملون الوزر الأكبر من محدودية الدعم وإقفال المستشفيات والمرافق الصحية.. “ومع ذلك، قوبلت الأوضاع المزرية بخفض التمويل”.
وتتطلب الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في البلاد لعام 2024 ما يصل إلى 4.07 مليار دولار أمريكي، مع ظروف صعبة في شمال غرب سوريا ومع ذلك، “لم تجمع خطة الاستجابة الإنسانية حتى الآن إلا ستة في المئة من هذا المبلغ، أي 326 مليون دولار أمريكي” وفقا للمنظمة.






