محمد ياسين نجار – رئيس المكتب السياسي في حركة العمل الوطني من أجل سوريا
أعلنت رئاسة نظام الأسد بشكل مفاجئ عن إصابة أسماء الأسد زوجة سفاح سورية بمرض الابيضاض النقوي الحاد ( اللوكيميا ) وأنها “ستخضع لبروتوكول علاجي متخصص يتطلب شروط العزل مع تحقيق التباعد الاجتماعي المناسب وبالتالي ستبتعد عن العمل المباشر والمشاركة بالفعاليات والأنشطة كجزء من خطة العلاج”
هذا الموضوع يتطلب تحليلا لمعرفة دوافع الإعلان المفاجئ بعد التغييرات الاخيرة في بنية النظام التي قام بها الأسد خلال الفترة الأخيرة خاصة أنه لم يعهد عن نظام الأسد سابقا هذه الشفافية إلا في حالة الإعلان السابقة في عام 2018 عن إصابة أسماء بسرطان الثدي والتي أعلن عن الشفاء منها عام 2019، فرغم مرض حافظ الأسد لسنوات بسرطان الدم ووفاته به، فإن النظام لم يعلن عن ذلك.
كما أنّ ذكر البيان لعبارة “العزل مع تحقيق التباعد الاجتماعي المناسب” تثير الاستغراب والريبة، فكان بالإمكان الاكتفاء بعبارة أنها ” ستبتعد عن العمل المباشر والمشاركة بالفعاليات والأنشطة “.
ماهي أسباب إعلان المرض والاحتجاب؟
1- تعتبر تكرارًا لحالة إبعاد رامي مخلوف من المشهد التي تزامنت مع الإعلان عن مرضها السابق مما يعني أنها تريد إدارة معركة إبعاد جديدة لمنظومات اقتصادية أو عسكرية للسيطرة على منظومة الحكم، بدأت تلك الحملة بمرسوم إلغاء منصب وزير شؤون الرئاسة الذي كان يشغله منذ عام 2009 منصور عزام ثاني أقدم وزير في النظام بعد وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد، لتكون خلال تلك المعركة بعيدة عن الأضواء والاتهام بأن العملية من تدبيرها.
2- حجب أسماء الأسد عن الاتصال المباشر مع أقرب المقربين للنظام خشية وجود اختراق أمني داخل القصر الجمهوري، حتى مع الشخصيات النافذة في القصر بعد تسمم يسار حسين إبراهيم منذ أيام بمادة كيميائية وهو مقرب منها ومستشار الأسد ورئيس المكتب الاقتصادي والمالي للرئاسة، يعتقد أن المادة قد تم تهريبها من الخارج، ولم يُعرف من يقف وراء العملية، مما أدى إلى تلف بعض أجهزته الحيوية، نتج عنها اعتقال 3 أشخاص وهرب اثنان، علما بأن يسار وشقيقته رنا يخضعان للعقوبات الأميركية.
3- رصد تذمر شديد داخل الطائفة العلوية من ممارسات أسماء وسيطرتها على الاقتصاد، مما يجعل الإعلان عن المرض جزء من حملة علاقات عامة نفذت سابقا للتعاطف معها.
4- يبقى احتمال الانتكاسة من مرضها السابق واردًا والتي تحدث لبعض حالات مرضى سرطان الثدي خاصة عندما يكون الاكتشاف متأخرا أو أن تكون حالة الاستئصال غير ناجحة، إلا أن عدم مصداقية عائلة الأسد وإجرامهم تجعل السوريون لا يثقون بأي شيء يصدر عنهم.