أعلنت سلطة الأسد في بيان لها، اليوم الثلاثاء 21/05/2024 إصابة أسماء الأسد زوجة بشار الأسد بسرطان الدم “اللوكيميا”.
وقالت في البيان إنه وبعد ظهور أعراض وعلامات سريرية تبعتها سلسلة من الفحوصات تم تشخيص إصابتها بمرض الابيضاض النقوي الحاد (لوكيميا).
ووفق البيان فإن أسماء ستخضع لبروتوكول علاجي يتطلب شروط العزل مع تحقيق التباعد الاجتماعي المناسب وستبتعد عن العمل المباشر والمشاركة بالفعاليات والأنشطة كجزء من خطة العلاج.
وأضاف أن أسماء ستخضع لبروتوكول علاجي يتطلب شروط العزل مع تحقيق التباعد الاجتماعي المناسب وستبتعد عن العمل المباشر والمشاركة بالفعاليات والأنشطة كجزء من خطة العلاج.
وجاء المرض بعد خمس سنوات من إعلان أسماء تعافيها التام من الإصابة بسرطان الثدي، إذ خضعت خلال عام 2019 إلى عملية جراحية لاستئصاله، بعد انتشار تقارير تؤكد إصابتها بالسرطان.
وروجت أسماء خلال تلك الفترة لسلطة الأسد ومؤسساتها من خلال تلقيها العلاج داخل سوريا، وتحديدا في المشافي العسكرية، وإظهار زوجها بصورة الرجل الحنون الطيب المتابع لحالة زوجته الصحية والممسك بيدها في رحلة آلامها.
وترأس أسماء الأسد التي يلقبها السوريون بـ “سيدة السارين” المجلس الاقتصادي “السري”، بحسب صحيفة “فاينانشال تايمز” التي أوضحت أن المجلس الذي تقوده أسماء داخل “القصر” يتولى مهمة الهيمنة والتحكم باقتصاد سوريا، لإثراء عائلة الأسد وتمكين نفوذها إلى جانب تأمين التمويل لعمليات سلطة الأسد.
ووفق شهادات أجرتها الصحيفة مع 18 شخصية على دراية بآليات عمل سلطة الأسد، بينهم رجال أعمال ومديرو شركات وموظفون في منظمات إغاثية ومسؤولون سابقون في مؤسسات الأسد، فإن أسماء الأسد عملت على مدار سنوات طويلة لبناء شبكة محسوبيات واسعة بالاعتماد على المنظمات الخيرية وغير الحكومية التابعة لها، مثل “الأمانة السورية للتنمية”، بينما تحكمت هي شخصياً بتدفق أموال المساعدات الدولية إلى سوريا.
وبالإضافة إلى ذلك، عملت أسماء الأسد على الإطاحة بجميع رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال ممن لا يدينون بالولاء لزوجها، وفككت، بالتعاون مع زوجها وشقيقه ماهر، طبقة التجار التقليدية في سوريا، وابتكرت أساليب جديدة تسمح باستثمار الحرب اقتصاديا لتكوين ثروة شخصية، وبات اسمها رمزاً يشير إلى هذا النظام الاقتصادي الجديد.
والأمانة العامة للتنمية هي مؤسسة سورية غير حكومية وغير ربحية كما تُعرِّف نفسها، أسَّستها أسماء الأسد عام 2007 لتكون مظلّة العمل المدني في سوريا، واستطاعت الحصول على ملايين الدولارات من الأمم المتحدة منذ عام 2011، وبات دورها أكثر وضوحاً وأهمية مع فرض عقوبات قانون قيصر وعقوبات أوروبية على سلطة الأسد منذ عام 2019، لتصبح بابها الخلفي للحصول على الأموال.
يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، فرضت عقوبات على أسماء الأسد عام 2020 ضمن مساعيها في قطع التمويل عن سلطة الأسد.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حينها إن وزارته فرضت عقوبات على أسماء الأسد زوجة بشار الأسد المولودة في بريطانيا، واتهمتها بعرقلة الجهود الرامية إلى حل سياسي للحرب، إلى جانب عدد من أفراد أسرتها.
وتنحدر أسماء الأسد من مدينة حمص، ولدت في بريطانيا، و تزوجت بشار الأسد في 18 كانون الأول ديسمبر عام 2000، والدها طبيب قلب سوري مقيم في لندن وهو فواز الأخرس متخصص في أمراض القلب والاوعية الدموية.
يذكر أن حافظ الأسد والد بشار كان مصابا بمرض سرطان الدم وعانى منه لسنوات طويلة، ولكن عمدت سلطة الأسد حينها على عدم نشر أي تقارير تشير إلى حالته الصحية، بهدف الحفاظ على صورته الأسطورية أمام السوريين.
في الختام، يبقى السؤال المتداول بين كثير من السوريين، هل أسماء مريضة حقا؟ أم أنها خطة جديدة لسلطة الأسد ولكن هذه المرة لإبعادها عن الأضواء وتقليص دورها بعد أن كاد اسمها يطغى على اسم بشار الأسد في المجتمع، خاصة وأن البيان المنشور أكد أنها ستبتعد خلال الفترة القادمة عن العمل والمشاركة بمختلف الفعاليات، كجزء من الخطة العلاجية، وهو ما لا يتوافق مع ما اتبعته سلطة الأسد في مرضها سابقا، لا يمكن الجزم بأي اتجاه، وقادم الأيام هو ما سيحسم الجدل ويجيب على التساؤلات.