ياسر العلاوي
كالنار في الهشيم انتشر خبر فقدان طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومعه وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان مساء الأحد بعد أن أنهوا زيارة لمحافظة أذربيجان الشرقية الواقعة على الحدود مع أذربيجان، ليطلق الهلال الأحمر الإيراني عمليات بحث واسعة نفذتها عشرات فرق الإنقاذ في منطقة تعتبر من أصعب التضاريس ناهيك عن سوء الأحوال الجوية، ساعات مرت دون الوصول إلى أثر يقودهم إلى مكان سقوط الطائرة حتى تدخلت فرق خارجية لتعثر المسيرة التركية “أكنجي AKINCI” على حطام الطائرة
صباح الإثنين أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بتحطم الطائرة في ظروف لم يكشف عنها بعد ويبدأ الحرس الثوري تحقيقاً في الحادثة خاصة أن طائرتا المرافقة عادتا سالمتين من مكان الحادثة.
إيران ومنذ عام ألفين وعشرين خسرت العديد من القيادات السياسية والعسكرية والعلمية منهم من قضى بعمليات اغتيال داخل إيران وتحديداً في العاصمة طهران وآخرون قتلوا بغارات أمريكية وإسرائيلية طالتهم في العراق وسوريا.
عام ألفين وعشرين وتحديداً في الثالث من كانون الثاني/يناير أعلن البيت الأبيض عن استهدافه قاسم سليماني قائد فيلق القدس والوجه العسكري الأول في إيران والمحبب لعلي خامنئي مرشد الثورة الإيرانية، ومن كان معه من قادة ميليشيات عراقية قرب مطار بغداد، تلك اللحظة كانت بداية سلسلة خسائر إيران المدويّة التي طالت وجوهاً مهمة في نظام علي خامنئي قائد الجمهورية الإيرانية منذ توليه سلطاته عام 1989 إثر وفاة مؤسس جمهورية إيران “الإسلامية” روح الله الخميني الذي قاد ثورة 1978 من منفاه في فرنسا ضد الشاه محمد رضا بهلوي.
قائد فيلق القدس السابق، الفيلق المناط بالمهام العسكرية للجيش الإيراني خارج حدودها، سليماني كان رجل إيران الأول عسكريا وأيضاً مهندس العلاقات الخارجية الإيرانية بدول الجوار وأشرف بشكل مباشر على نشر القوات الإيرانية (الحرس الثوري الإيراني) في العراق وسوريا ومصمم مشروع الميليشيات الخارجية التابعة لإيران عقائدياً وعسكرياً وأشرف على منهاج التدريب الخاص بها ونظام تسليحها وطرق تمويلها.
قتل سليماني بغارة أمريكية الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بتوقيت بغداد في 3 كانون الأول/يناير 2020 استهدفته بُعيد خروجه من مطار بغداد برفقة أبو مهدي المهندس قائد ميليشيا الحشد الشعبي العراقية.
محسن فخري زاده
كبير علماء الذرة الإيرانيين والملقب بـ “أبو القنبلة النووية الإيرانية”، نائب وزير الدفاع ورئيس إدارة منظمة الأبحاث والإبداع في الوزارة، شارك فيما يسمى “الدفاع الذري” للبلاد وهو ضابط في الحرس الثوري الإيراني وأستاذ الفيزياء بجامعة الإمام الحسين بطهران، في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 قتل العالم النووي محسن فخري زاده في مقاطعة دماوند قرب طهران بعد مهاجمة سيارته وإصابته بشكل مباشر لينقل إلى المستشفى ويتوفى فيها.
حسن صياد خدائي
ضابط في الحرس الثوري الإيراني برتبة عقيد كان قائد المستشارين الإيرانيين في سوريا منذ عام 2011 ثم تولى قيادة الحرس الثوري في دمشق وما حولها ويسميه الإيرانيون “حامي المراقد”، قتل العقيد في الحرس الثوري صياد خدايي برصاص أطلقه شخصان كانا على دراجة نارية في طهران أثناء عودته إلى منزله عند الساعة الرابعة عصراً بتوقيت طهران في 22 مايو/أيار 2022.
رضي موسوي
ضابط في الحرس الثوري الإيراني برتبة عميد ويعد أحد أهم القياديين العسكريين في إيران والمسؤول عن تنسيق ودعم ما يعرف بـ “محور المقاومة” وما يتضمنه من دول وميليشيات وشخصيات والمشرف المباشر على تسليح وتدريب قيادات حزب الله اللبناني وقائد غرفة العمليات الكبرى لتوجيه الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني خارج إيران، قتل رضي موسوي عصر يوم الاثنين 25 ديسمبر/كانون الأول 2023 إثر قصف صاروخي على منزله في منطقة السيدة زينب بالعاصمة السورية دمشق.
محمد رضا زاهدي
ضابط في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني برتبة عميد شغل منصب قيادة القوى البرية والجوية في الحرس الثوري حتى عام 2008 ثم انتقل لقيادة فيلق القدس في سوريا ولبنان ويعتبر زاهدي ثالث أعلى رتبة عسكرية في فيلق القدس تُقتل خارج إيران في غارة إسرائيلية على المنشآت الإيرانية بسوريا ثم عاد ليشغل منصباً مرموقاً في إدارة عمليات الحرس الثوري داخل وخارج إيران، قُتل محمد رضا زاهدي عصر يوم الاثنين الأول من أبريل/نيسان 2024 جراء هجوم إسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في حي المزة بدمشق، وقتل في العملية أيضاً مساعده العميد محمد هادي حاج رحيمي، إلى جانب 5 مستشارين عسكريين آخرين، هم حسين أمان الله ومهدي جلالتي وشهيد صدقات وعلي بابائي وعلي روزبهاني.
وربما تتأثر إيران بفقدان هذه الشخصيات خاصة العسكرية منها لما لها من أثر في توسع المشروع الإيراني في المنطقة العربية واحتلالها عواصم مهمة كبغداد ودمشق وصنعاء ومدها أذرعاً عسكريةً للهيمنة على المنطقة مثل حزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي وجماعة أنصار الله الحوثية في اليمن ودعمها اللامحدود لبشار الأسد والاستمرار في قتل السوريين.