لا يزال صدى مقتل الرئيس الإيراني يتردد حتى الساعة، حيث يتصدر الحدث قائمة المواضيع الأكثر تفاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يزال حديث الشارع في العالم العربي.
وفيما لقيت الحادثة تفاعلا واسعا على مستوى دول العالم فقد كان للعالم العربي طريقة أخرى في التفاعل فقد تباينت ردود الفعل بين الأنظمة والشعوب التي عبرت في غالبها عن سعادتها للحدث نتيجة للجرائم التي ارتكبتها ايران وميليشياتها في عدد من الدول العربية.
وفي سوريا كان النصيب الأكبر من هذه الفرحة، حيث تجاوب السوريون في الشمال المحرر الخارج عن سيطرة سلطة الأسد مع الحدث بتندّر وسخرية، خصوصا لناحية طريقة مقتل الرئيس الإيراني وسقوط الطائرة ومكان العثور عليه.
وأعلنت إحدى الصيدليات في مدينة أعزاز شمال حلب عن حسم على كافة الأدوية، “بمناسبة سقوط طائرة الرئيس الإيراني”، كما قام البعض بتوزيع الحلويات، فيما تبادل آخرون التهاني، وسط تفاعل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتعتبر إيران مسؤولة بشكل مباشر عن مقتل مئات آلاف السوريين وتشريدهم، ومنع سقوط الأسد حتى اليوم، عبر دعمه بالميليشيات، إلى جانب الروس.
وللدور الإيراني في الملف السوري أبعاد متعددة وتأثيرات عميقة على الوضع السياسي والعسكري في المنطقة، حيث تعتبر إيران من أقوى حلفاء الأسد، وقد قدمت دعماً سياسياً وعسكرياً كبيراً منذ بداية الثورة في عام 2011.
في الجانب السياسي، تدعم إيران الأسد دولياً وإقليمياً من خلال التصريحات الرسمية والمواقف السياسية الموالية له، كما قدمت الدعم المالي والسياسي له في المحافل الدولية، وعارضت أي جهود دولية لفرض عقوبات عليه.
من الناحية العسكرية، قدمت إيران دعماً مباشراً لقوات الأسد عبر توفير الإمدادات العسكرية والمالية، بالإضافة إلى تدريب وتسليح الميليشيات الموالية، مثل “حزب الله” اللبناني والميليشيات الشيعية الأخرى، كما نشرت إيران قواتها الخاصة في سوريا للمساعدة في تنفيذ العمليات العسكرية.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى إيران إلى تعزيز تأثيرها في سوريا من خلال بناء قواعد عسكرية دائمة وتعزيز التواجد العسكري في البلاد، وهو ما يثير قلق العديد من الدول الإقليمية والدولية.
بشكل عام، يمكن القول إن دور إيران في سوريا يعتبر عنصراً رئيسياً في استمرار سلطة الأسد وفي تشكيل المستقبل السياسي والعسكري للبلاد، وقد أدى تعزيزها لجرائم الأسد إلى جروح عميقة في المجتمع السوري جعلته يرحب بحادثة مقتل الرئيس الإيراني.