دعت منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي، إلى زيادة دعم القطاع الطبي في مناطق سيطرة الأسد، بدعوى تأثير تدهوره على المدنيين.
وقالت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية في منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، في بيان بشأن زيارتها إلى سوريا، أمس السبت، إن هدفها كان الوقوف على فهمٍ أفضل للوضع والاحتياجات على أرض الواقع والتحديات التي تجابه عملنا الإنساني هناك.
وأضافت أنها التقت خلال الزيارة “بمسؤولين رفيعي المستوى” من سلطة الأسد، وجهات مانحة رئيسية، والشركاء في دمشق، كما زارت أيضًا محافظات حمص وحماة وحلب من أجل لقاء السلطات الصحية المحلية، والتحدث مع العاملين الصحيين والمرضى، والاطلاع على أوجه ومدى تأثُّر القطاع الصحي في سوريا.
وتحدثت عن التعقيدات والتحديات التي تواجه الشعب السوري والعمليات الإنسانية، معربة عن “الشعور بأقصى درجات القلق، فثمة عدد هائل من الأشخاص بحاجة للمساعدة، ولا يزال ثمة الكثير من مواضع الضعف بالغة الخطورة في أنحاء كثيرة من البلد”.
ومما يزيد تفاقم هذا الوضع الكارثي بالأساس أن التوترات السياسية المتزايدة في المنطقة تهددُ بمزيد من التصعيد في سوريا، حيث أن “نقصَ الموارد ليس المؤثر الوحيد في مجال الصحة في سوريا، بل توجد عوامل أخرى”.
وأوضحت بلخي أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا يتدهور بوتيرة سريعة، الأمر الذي يُعزى إلى استمرار حالة انعدام الأمن، وتغير المناخ، والمخاطر البيئية، والنزوح، والفقر، وانعدام الأمن الغذائي.
وعلى الرغم من أن هذه العوامل ليست ضمن مجال قطاع منظمة الصحة، فإن “لها تأثيرًا مباشرًا في مواطن الضعف في مجال الصحة على مستوى البلد ككل”، لذا، هناك “حاجة إلى مزيدٍ من التنسيقِ المتقدم المتعدد القطاعات على جميع المستويات للتصدي لهذه التحديات المركبة المتعددة الجوانب”.
وعلى مستوى آخر، يُشار إلى أن الأمراض المزمنة مسؤولة عما يقرب من 75% من إجمالي الوفيات في جميع أنحاء البلاد.
كما أشارت إلى القلق إزاء تزايد معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة والأمهات، وهي نتيجة وخيمة لتزايد الفقر في جميع أنحاء البلد، حيث تضاعفت معدلات سوء التغذية الحاد العام بين الأطفال دون سن الخامسة ثلاث مرات على مدى السنوات الأربع الماضية، وزاد عدد الأطفال الذين يعانون من التقزم في خمس محافظات من أصل 14 محافظة، مع الإشارة إلى أن بعض المناطق تعاني مستويات كارثية بحسب منظمة الصحة.
يشار إلى أن ذلك يأتي بالتزامن مع قرب عقد مؤتمر بروكسل للمانحين، بشأن تقديم الدعم الإنساني في سوريا.