خاص – حلب اليوم
على الرغم من تدني أجور عمل النساء في مواسم الحصاد، إلا أنهن يبدين إصرارًا كبيرًا على مواصلة العمل في هذه الفترة، حيث يعتبرنها فرصة لتأمين احتياجاتهن الأساسية.
ويُعد محصولا القمح والشعير من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية في مناطق شمال وشرق سوريا، وتواجه العاملات في هذا المجال تحديات كبيرة نظرًا لتذبذب أسعار المنتجات وتقلبات الأحوال الجوية.
نورة العماد، البالغة من العمر 36 عامًا، تقيم الآن في مدينة الحسكة بعد تهجيرها من قريتها في تل أبيض، وهي تعمل في مواسم الحصاد منذ خمس سنوات لتأمين احتياجات أسرتها.
تقول “نورة” لحلب اليوم إنها تبدأ يومها منذ ساعات الفجر الأولى وتستمر حتى المساء، وتتلقى أجرًا يوميًا يتراوح بين 10 إلى 15 دولارًا، مما يساعدها في تأمين حياة كريمة لأطفالها وزوجها المُقعد.
من جهتها، تشارك حنان عبد الرحمن، البالغة من العمر 26 عامًا ومن قرية تل معروف في ريف مدينة القامشلي، في مواسم الحصاد كعاملة مياومة.
تحمل حنان عبء الظروف الصعبة والأجور المنخفضة للعمل في ظروف قاسية.
تعبر حنان في حديثها لحلب اليوم عن تحملها للظروف الصعبة والأجور المنخفضة التي تتراوح بين 10 دولارات فقط، مع العمل في ظروف قاسية تتضمن الجوع والتعب والعطش. ومع ذلك، تستمر في العمل بهذه الظروف من أجل العيش بكرامة ودون الحاجة إلى المساعدة من أحد.
حنان ترى أن موسم هذا العام أفضل من السابق بسبب كمية الأمطار الكافية التي هطلت في بداية الموسم في المنطقة، إذ تطمح حنان إلى فتح مشاريع صغيرة للنساء لتلبية احتياجاتهن اليومية.
وأشارت إلى أن الإنتاج الزراعي الجيد يمكن أن يساعد في توفير كل احتياجاتهن وتحقيق الاكتفاء الذاتي، بحيث لا يكون العمل في مواسم الحصاد هو الخيار الوحيد لضمان لقمة العيش.
تحمل قصتا نورة وحنان دلالات كبيرة حول قوة وإرادة المرأة في مواجهة التحديات وتوفير لقمة العيش لأسرهن في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية التي يقتصر دورها وفقًا لمراسلتنا إلى تجنيد الشباب والشابات والتضييق على المدنيين.