خاص – حلب اليوم
من مدينة القامشلي إلى الحسكة، وصولاً إلى دير الزور، يعيش السكان في المناطق الشرقية لسوريا، تحت وطأة تراكم النفايات وانبعاث الروائح الكريهة التي تعصف بالهواء النقي وتهدد بانتشار الأمراض المعدية، حيث تعالت شكاوى السكان من تقصير الإدارة الذاتية التابعة لقسد في توفير خدمات إدارة النفايات بشكل فعّال، مما يعرّضهم لخطر صحي يتزايد مع كل يوم يمر.
يجمع مراسلو “حلب اليوم” شرق سوريا، أن هذه المشكلة تفاقمت حدّتها مع ارتفاع درجات الحرارة في فصلي الربيع والصيف، مما عزّز مخاوف الأهالي من خطر انتشار الأمراض المعدية مثل “الكوليرا”.
عبد الرحمن سعد، يقطن في حي النشوة بمدينة الحسكة، أبدى استياءه لقناة “حلب اليوم”، وأكّد على تقديمه لشكاوى عدّة للإدارة الذاتية بهدف ترحيل النفايات وتوفير حاويات في أماكن مخصّصة داخل الحي، ولكن دون جدوى.
وأوضح سعد أن تراكم النفايات والإهمال المتعمد أدى إلى انبعاث روائح كريهة من شأنها أن تتسبب في انتشار الأمراض التنفسية بين الأطفال وكبار السن، كما أشار إلى أن هذا التراكم أدّى أيضًا إلى جلب العديد من الحشرات التي من شأنها أن تُسبب العديد من الأمراض الجلدية، وهو ما أثار حقيقة قلق السكان.
وشدّد على ضرورة زيادة عدد آليات جمع النفايات وتغطية جميع أحياء المدينة بشكل منتظم من قبل البلديات والجهات الخدمية للتخلص من هذه المشكلة بشكل جذري.
تؤكد مراسلتنا في مدينة القامشلي أن طرقات المدينة تحوّلت إلى مراكز لتكاثر الحشرات والقوارض والزواحف، إثر النفايات، وسط إهمال غير مبرر من قبل الإدارة الذاتية.
بدورها، أبدت ريناس الخليل، من سكان حي الكورنيش بمدينة القامشلي، استياءها من هذه الظاهرة، وأكّدت لقناة “حلب اليوم” أن النفايات باتت متراكمة في كل شوارع الحي، مما أدى إلى انتشار روائح كريهة وزيادة في أعداد الذباب والحشرات.
وألقت الشابة “إيناس” باللوم على تأخر البلديات في رفع القمامة، مشيرةً إلى عدم احترام بعض الأهالي للقوانين ورميهم للقمامة في أماكن غير مخصصة لها، مما يزيد من تفاقم المشكلة.
وشدّدت على ضرورة صيانة وتنظيف الحاويات بشكل دوري ومنتظم للحد من تفاقم المشكلة، مشيرةً إلى سوء حالة الحاويات.
ماذا عن دير الزور؟
سبق أن سلط تقرير سابق لـ “حلب اليوم” الضوء على مشكلة تراكم القمامة في ريف دير الزور، وأكّد مراسلنا وقتئذٍ على أن الأهالي يشتكون من عدم وصول سيارات البلدية إلا مرة واحدة في الأسبوع وفي بعض الأحيان تمتد الفترة إلى الشهر، مما يؤدي إلى زيادة كميات القمامة، مشيرًا إلى عدم فرز النفايات الطبية ما يهدد صحة السكان، خاصة مع حرق النفايات الطبية والسامة مع النفايات المنزلية.
وعن المسؤول عن هذه المشكلة، قال مراسلنا إن الأهالي يتهمون “مجلس دير الزور المدني وهيئة الخدمات” والجهات المعنية الأخرى بالتقصير في تقديم الخدمات الضرورية للنظافة وإدارة النفايات، واعتبروا خدمات البلدية غير كافية لمواجهة المشكلة.
وحتى الآن، ينتظر الأهالي في المنطقة الشرقية لسوريا، إيجاد حلول فورية وفعالة من الإدارة الذاتية لتحسين خدمات البلدية ومعالجة مشكلة القمامة والنفايات بشكل جذري، لحماية صحة السكان وتوفير بيئة صحية وآمنة للمجتمع المحلي.